على زيد بن ثابت ونحن سبعة ولد سيرين، فقال: هذان لأم، وهذان لأم، وهذان لأم، وهذا لأم، فما أخطأ، وكان معبد أخاه لأمه. وعن مورق العجلى، قال: ما رأيت رجلاً أفقه فى ورعه، ولا أورع فى فقهه من محمد بن سيرين.
وعن عبد الحميد بن عبد الله بن مسلم بن يسار، قال: لما حبس ابن سيرين فى السجن قال له السجان: إذا كان الليل فاذهب إلى أهلك، وإذا أصبحت فتعال، فقال: لا والله لا أعينك على خيانة السلطان. قال الخطيب: وكان حبس فى دين ركبه لغريم له. وبإسناده عن المداينى، قال: كان سبب حبس ابن سيرين أنه اشترى زيتًا بأربعين ألف درهم، فوجد فى زق منه فأرة، فقال: الفأرة كانت فى المعصرة، فصب الزيت كله، وكان يقول: عيرت رجلاً بشىء من ثلاثين سنة أحسبنى عوقبت به. وكانوا يرون أنه عيره بالفقر فابتلى به.
وعن ابن عون: كان ابن سيرين من أرجى الناس لهذه الأمة وأشدهم أزرًا على نفسه. وعن هشام بن حسان، قال: كنا نزولاً مع ابن سيرين فى الدار، فكنا نسمع بكاه بالليل وضحكه بالنهار. ومرَّ ابن سيرين برواس قد أخرج رأسًا فغشى عليه، وادعى عليه رجل درهمين فأنكره، فقال: تحلف؟ قال: نعم، قيل له: تحلف على درهمين؟ قال: نعم، لا أطعمه حرامًا وأنا أعلم.
وعن عثمان البتى، قال: لم يكن بهذه البلدة أحد أعلم بالقضاء من محمد بن سيرين. قال ابن قتيبة: ولد لابن سيرين ثلاثون ولدًا من امرأة واحدة زوجة له عربية، ولم يبق منهم غير عبد الله بن محمد، وقضى عنه ابنه هذا ثلاثين ألف درهم، فما مات عبد الله حتى صار ماله ثلاثمائة ألف درهم.
واتفقوا على أن ابن سيرين توفى بالبصرة سنة عشر ومائة بعد الحسن بمائة يوم. قال حماد بن زيد: مات الحسن أول رجب سنة عشر ومائة، وصليت عليه، ومات ابن سيرين لتسع مضين من شوال سنة عشر. قال على بن المدينى، وعمرو بن على القلاس، وغيرهما: أصح الأسانيد محمد بن سيرين، عن عبيدة، عن على، رضى الله عنهم. وفى هذه المسألة خلاف، وسنبسطه قريبًا فى ترجمة الزهرى محمد بن مسلم إن شاء الله تعالى، وبالله التوفيق.
١٢ - محمد بن طلحة بن عبيد الله (١) :
مذكور فى المهذب فى وسط باب استيفاء
(١) انظر: الإصابة (٣/٣٧٦) ، وأسد الغابة (٤/٣٢٢) ، والاستيعاب (٣/٣٤٩) ، والوافى بالوفيات (٣/١٧٤) ، والعقد الثمين (٢/٣٦) ، وسير أعلام النبلاء (٤/٣٦٨) ، وطبقات ابن سعد (٥/٥٢) ..