رواة ثقات، وروى محمد، عن يحيى، عن أنس، عن أنس بن مالك حديثًا، وهذا من المستطرفات لكونهم ثلاثة إخوة، روى بعضهم عن بعض، وكان أبوهم سيرين من سبى عين التمر، وهو مولى أنس بن مالك، كاتبه على عشرين ألف درهم فأداها وعتق.
قال ابن قتيبة فى المعارف: كانت أم ابن سيرين اسمها صفية، مولاة لأبى بكر الصديق، رضى الله عنه، طيبها ثلاث من أزواج النبى - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ودعون لها، وحضر إملاكها ثمانية عشر بدريًا، منهم أُبى بن كعب، يدعو وهم يؤمنون، وكان سيرين يكنى أبا عمرة. قال: وقد ولد لسيرين ثلاثة وعشرون ولدًا من أمهات أولاد، دخل محمد بن سيرين على زيد بن ثابت، وسمع ابن عمر. قال يحيى بن معين: سمع منه حديثًا واحدًا.
وفى تاريخ بغداد، عن أيوب أنه سمع من ابن عمر حديثين، وسمع أيضًا جندب بن عبد الله البجلى، وأبا هريرة، وعبد الله بن الزبير، وعمران بن حصين، وعدى بن حاتم، وسليمان بن عامر، وأم عطية الأنصارى، وهؤلاء كلهم صحابة، وسمع من التابعين عبيدة، بفتح العين، السلمانى، ومسلم بن يسار، وشريحًا، وقيس بن عباد، بضم العين وتخفيف الباء، وعلقمة، والربيع بن خيثم، وأخاه معبدًا، وحميد بن عبد الرحمن الحميرى، وعبد الرحمن بن أبى بكرة، وأخته حفصة، وخلائق.
قال أحمد بن حنبل: لم يسمع ابن سيرين عباس. وقال هشام بن حسان: أدرك الحسن البصرى من أصحاب رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مائة وعشرين، وأدرك ابن سيرين ثلاثين منهم. وقال البخارى: حج ابن سيرين زمن ابن الزبير فسمعه، وسمع زيد بن ثابت، ولد لسنتين بقيتا من خلافة عثمان، وهو أكبر من أخيه أنس. وروى عنه جماعات من التابعين، منهم الشعبى، وأيوب، وقتادة، وسليمان التيمى، وخلائق منهم ومن غيرهم. قال ابن عون: كان ابن سيرين يحدث بالحديث على حروفه. وقال محمد بن سعد: كان ثقة، مأمونًا، عاليًا، رفيعًا، فقيهًا، إمامًا، كثير العلم، ورعًا.
وقال هشام بن حسان: حدثنى أصدق مَن أدركت محمد بن سيرين. وقال الخطيب فى تاريخ بغداد: كان ابن سيرين أحد الفقهاء المذكورين بالورع فى وقته. قال: وكان ابن سيرين مولى لأنس بن مالك، فكاتبه على ألوف، فعتق بالكتابة. وعن محمد، قال: حججنا فدخلنا