للإمام أحمد: من أين لك هذه المسائل الدقيقة؟ قال: من كتب محمد بن الحسن. وعن محمد بن سماعة، قال: قال محمد بن الحسن لأهله: لا تسألونى حاجة من حوائج الدنيا تشغلوا قلبى، وخذوا ما تحتاجون إليه من وكيلى، فإنه أقل لهمى وأفرغ لقلبى. وبإسناده عن يحيى بن معين، وعمرو بن على، وأبى داود، وغيرهم تضعيفه فى رواية الحديث.
وبإسناده عن أحمد بن يحيى ثعلب، قال: توفى الكسائى ومحمد بن الحسن فى يوم واحد، فقال الرشيد: ذهب اليوم اللغة والفقه، وماتا بالرى. وبإسناده عن ابن أبى رجاء، عن محمويه، قال: وكنا نعده من الأبدال، قال: رأيت محمد بن الحسن فى المنام، فقلت: يا أبا عبد الله، إلى ما صرت؟ قال: قال لى ربى: إنى لم أجعلك وعاء للعلم، وأنا أريد أن أعذبك، قلت: ما فعل أبو يوسف؟ قال: فوقى، قلت: أبو حنيفة؟ قال: فوق أبى يوسف بطبقات.
وقال الشيخ أبو إسحاق فى الطبقات: حضر محمد بن الحسن مجلس أبى حنيفة سنتين، ثم تفقه على أبى يوسف، وصنَّف الكتب الكثيرة، ونشر علم أبى حنيفة. قال الشافعى: ما رأيت أحدًا يسأل مسألة فيها نظر إلا تبينت فى وجهه الكراهة، إلا محمد ابن الحسن. قال: وروى الربيع، قال: كتب الشافعى إلى محمد، وقد طلب منه كتبًا ينسخها فأخرها عنه، شعر:
ـن من رآه مثله
قد رأى من قبله
أن يمنعوه أهله
لأهله لعله
قل لمن ترعيـ
ومن كأن من رآه
العلم ينهى أهله
لعله يبذله
فبعث إليه الكتب من وقته، رحمهما الله.
١١ - محمد بن سيرين الأنصارى:
مولاهم أبو بكر البصرى التابعى الإمام فى التفسير، والحديث، والفقه، وعبر الرؤيا، والمقدم فى الزهد والورع. تكرر ذكره فى المختصر. وأولاد سيرين ستة: محمد، ومعبد، وأنس، ويحيى، وحفصة، وكريمة، وكلهم