ريح بفتح الراء وكسر الياء المشددة فليس بصحيح، فإن الريح طيب الريح، ومراد المصنف ريح شديدة فيفسد المعنى.
رود: قال أهل اللغة: الإرادة المشيئة. قال الجوهري: أصلها الواو، ومذهب أهل السنة: أن الله تعالى مريد بإرادة قديمة، وهي صفة من صفات الذات، ولم يزل مريدًا. قال الإمام أبو بكر بن الباقلاني في كتابه هداية المسترشدين: فإن قيل: يلزم على قولكم أنه لم يزل مريدًا إنه لم يزل راضيًا ومحبًا وقاصدًا ومختارًا ومواليًا ومعاديًا وغضبان وساخطًا وكارهًا ورحمانًا ورحيمًا، قلنا: كذلك نقول لأن جميع هذه الأسماء والصفات راجعة إلى الإرادة فقط.
روق: في حديث أم سلمة رضي الله تعالى عنها: “أن امرأة كانت تهراق الدم” حديثها مشهور، وهو حديث صحيح، رواه مالك في الموطأ وأبو داود والنسائي وابن ماجه والبيهقي، وغيرهم بإسناد صحيح، على شرط البخاري ومسلم.
وتهراق بضم التاء وفتح الهاء والدم منصوب على التشبيه بالمفعول به أو على التمييز على مذهب الكوفيين هرقت الماء وأهرقته.
ذهب بعض اللغويين: إلى أن هرقت فعلت وأهرقت أفعلت، وأنهما بمعنى واحد، وهذا قول من لا يحسن التصريف؛ لأنه يوهم أن الهاء أصل، وهو غلط، بل هما فعلان رباعيان معتلان بالعين أصلهما أرقت، فالهاء بدل من همزة أفعلت في هرقت كأرحت الماشية وهرحتها وأبرت الثوب وهبرته، والهاء في أهرقت عوض من ذهاب حركة عين الفعل عنها، ونقلها إلى الياء؛ لأن أصله أريقت أو أروقت على اختلاف فيه، فنقلت حركة الواو والياء إلى الراء فانقلب حرف العلة ألفا لانفتاح ما قبله الآن، وتحركه في الأصل ثم حذفت الألف لسكونها وسكون القاف، والساقط إن كان واوًا فهو من راق الشيء يروق، وإن كان ياء فقد حكى راق الماء يريق إذا انصب.
والدليل على أن الهاء فيهما ليست فاء الفعل كما توهم: أنها لو كانت لزم جرى هرقت في تصريفه كضربت، فيقال: هرقت أهرق هرقا كضربت أضرب ضربًا، أو مجرى غيره من الثلاثية التي مضارعها بضم العين، ويجيء مصادرها مختلفة، ويلزم جرى أهرقت كأكرمت أكرم أكرامًا، ولم تقل العرب شيئًا من