وقال الأزهري في باب العين والقاف والذال المعجمة: قال الليث: الزعاق بمنزلة الذعاق، ومعناه المر، سمع ذلك من بعضهم، فلا أدري ألغة أم لثغة. قال الأزهري: لم أسمع ذعاق بالذال لغير الليث، قال: وقال ابن دريد: زعقه وزعقه صاح به وأفزعه، قال الأزهري: وهذا من أباطيل ابن دريد، وذكر صاحب المحكم هاتين اللفظتين ولم ينكرهما.
زعم: قال الإمام الواحدي المفسر رحمه الله تعالى في قول الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ}(النساء: من الآية٦٠) قال: الزُعم والزَعم لغتان، وأكثر ما يستعمل القول فيما لا يتحقق. قال ابن المظفر: أهل العربية يقولون: زعم فلان إذا شك فيه، ولم يدر لعله كذب أو باطل. وعن الأصمعي الزعم الكذب. وقال شريح: زعموا كنية الكذب. وقال ثعلب عن ابن الأعرابي: الزعم القول يكون حقًا ويكون باطلاً، وأنشد في الزعم الذي هو حق لأمية بن أبي الصلت:
سينجزكم ربكم ما زعم
وإني أذين لكم أنه
ومثل ذلك قال شمر: وأنشد للجعدي رضي الله تعالى عنه في الزعم الذي هو حق يذكر نوحا عليه الصلاة والسلام:
إن الله موف للناس ما زعما
نودي قم واركبن بأهلك
وهذا بمعنى التحقيق هذا آخر كلام الواحدي، وروينا في الحديث المرفوع عن رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: زعم جبريل كذا، وروينا في مسند أبي عوانة عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، قال: زعمنا أن سهم ذي القربى لنا، فأبى علينا قومنا أي: قلنا واعتقدنا.
وروينا في حديث ضمام بن ثعلبة رضي الله تعالى عنه أنه قال لرسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "زعم رسولك أن علينا خمس صلوات في كل يوم وليلة، وزعم أن علينا الزكاة، وزعم كذا وكذا" الحديث. وزعم في كل هذا بمعنى: قال، وليس فيها تشكك، وقد أكثر سيبويه رحمه الله تعالى في كتابه الذي هو قدوة أهل العربية من قوله زعم الخليل كذا، وزعم أبو الخطاب وهما شيخاه، ويعني: بزعم قال.
زغب: قوله في الروضة في أول الحجر: الزغب الذي حول الفرج لا أثر له في البلوغ، وهو بفتح الزاي والغين المعجمة. قال أهل اللغة: هو الشعيرات الصفر فوق الفرج، وقد زغب الفرج تزغيبًا،