فيقول لها: دعيني فإذا وفيت عدتك أظهرت نكاحك، فنهى الله سبحانه وتعالى عن ذلك.
وقال الشعبي والسدي: لا تأخذ عليها ميثاقًا أن لا تنكح غيره، وجمع الواحدي الأقوال، ثم قال: فحصل في السر أربعة أقوال: النكاح، والجماع، والزنا، والسر الذي تخفيه وتكمته عن غيرك. قال: وقوله تعالى: {إِلا أَنْ تَقُولُوا قَوْلاً مَعْرُوفاً}(البقرة: من الآية٢٣٥) يعني به التعريض بالخطبة وتقديره: قولاً معروفًا في هذا الموضع؛ لأن التعريض مأذون فيه معروف، والتصريح مزجور عنه فهو معروف. قال: ويجوز أن يكون المعنى قولاً معروفًا منه الفحوى دون التصريح، والسرير معروف: وهو مشترك بين سرير المولود وسرير الميت وهو نفسه، وسرير الملك، وجمعه أسرَّة وسرر بضم السين والراء، كما قال الله تعالى:{عَلَى سُرُرٍ}(الحجر: من الآية٤٧) هذه هي اللغة الفصيحة المشهورة، ويجوز فتح الراء الأولى عند المحققين من النحويين وأهل اللغة.
قال الجوهري في صحاحه: جمع السرير سرر، إلا أن بعضهم يستثقل اجتماع الضمتين مع التصغير، فيرد الأولى منهما إلى الفتح لخفته، فيقول: سرر، وكذلك ما أشبهه كذليل وذلل ونحوه، هذا كلام الجوهري.
وقد ذكر الفتح شيخنا جمال الدين بن مالك رحمه الله تعالى في كتابه المثلث، قال: ولكن الضم أقيس، وأشهر وأنشد في المهذب في باب الإيلاء:
لزعزع من هذا السرير جوانبه
المراد بالسرير هنا: نفس المرة التي أنشدت الشعر شبهت نفسها بالسرير من حيث أنها فراش للرجل مركوب كسرير الخشب الذي يجلس عليه.
وقال الواحدي في تفسير سورة الحجر: قال أبو عبيدة: يقال: في جمع السرير سرر بضم الراء وسرر بفتحها، وكل فعيل من المضاعف يجمع على فعل، وفعل بالضم والفتح. وقال المفضل: بعض تميم وكلب يفتحون؛ لأنهم يستثقلون ضمتين متواليتين في حرفين من جنس واحد. وقال بعض أهل المعاني: السرير مجلس رفيع موطوء للسرور، وهو مأخوذ منه؛ لأنه مجلس سرور. وقال الإمام أبو علي عمر بن محمد بن عمر الشلوبيني في كتابه شرح الجزولية عند قول صاحب الجزولية: وإنما فتحوا عين فعل في مضاعفه والأعرف الضم. قال الشلوبيني: مثاله سرر، وسرر جمع سرير، وجدد وجدد جمع جديد، وهذا قياس في النحو مطرد عند النحويين، وذلك يرد قول يعقوب وغيره في قولهم: ثياب جدد، ولا تقول جدد إنما الجدد