العلماء والشعراء، وكذلك لو قفاه وقصد به الشعر غير أنه لم يأت به موزونًا، وكذلك لو أتى به موزونًا مقفى غير أنه لم يقصد به الشعر ولا أراده لم يستحق ذلك، بدليل أن كثيرا من الناس يأتون بكلام موزون مقفى غير أنهم ما شعروا به ولا قصدوه ولا أرادوه، فلا يستحقون التسمية بذلك، وإذا تفقد ذلك وجد في كلام الناس كثيرًا، كما قال بعض السؤال اختموا صلاتكم بالدعاء والصدقة في أمثال لهذا كثيرة.
وبدليل أن الكلام لا يكون شعرًا ولا صاحبه شاعرًا إلا بالأوصاف التي ذكرناها، وهي الوزن على طريقة العرب والتقفية مع القصد والإرادة من الشاعر، فإذا خلا من هذه الأوصاف أو من بعضها فليس بشعر البتة ولا قائله شاعر.
والنبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لم يقصد بكلامه ذلك الشعر ولا شعر له ولا أراده ولا يعد ما وافق الموزون شعرًا لذلك، وإن كان كلامًا موزونًا. ألا ترى أنه جاء في كتاب الله تعالى من هذا شيء كثير، فهو جار مجراه فموافقة الإنسان الشعر في الوزن مع عدم القصد من قائله والإرادة له، فلا حكم له، فهذا مختصر ما ذكره ابن القطاع، وقد بسطه بسطًا كثيرًا في آخر كتابه المذكور وبه ختم كتابه.
شعع: قال أهل اللغة: شعاع الشمس بضم الشين، وهو ما يرى من ضوئها عند ذروها مثل الحبال والقضبان مقبلة إليك إذا نظرت إليها. قال صاحب المحكم بعد أن ذكر هذا المشهور، وقيل: هذا الذي تراه ممتدًا كالرماح بعد الطلوع، قال: وقيل: هو انتشار ضوئها، والجمع أشعة وشعع بضم الشينوالعين وأشعت الشمس نشرت شعاعها. قال الأزهري: قال أبو عمرو: والشعشع بضم الشين هو الغلام الحسن الوجه الخفيف الروح، وقوله في المهذب في فصل جواز قتل دواب الكفار في باب السير في بيت الشعر:
بضربة مثل شعاع الشمس
لأحمين صاحبي ونفسي
أراد به حصول واضحة عظيمة بينة، وكذا قوله في شعر الآخر في باب الأقضية من المهذب:
الأمر أضوأ من شعاع الشمس
معناه: براءتي مما رميت به واضحة جلية لا خفاء بها.
شفف: قال أهل اللغة: الشف بفتح الشين ستر رقيق. قال الجوهري: قال أبو نصر: هو ستر أحمر رقيق من صوف يستشف، ما وراءه الشف بكسرها الفضل، والريح