باب السلم من المهذب: الأجل المعلوم كشهور العرب والفرس والروم الشهور عند الجميع اثنا عشر شهرًا، كما أخبر الله سبحانه وتعالى بقول الله تعالى:{إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السموت والأرض منها أربعة حرم} فأما شهور المسلمين فمنها أربعة حرم، كما قال الله عز وجل، واتفق العلماء على أنها ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب، واختلفوا في كيفية عدها على قولين: حكاهما أبو جعفر النحاس في كتابه صناعة الكتاب. قال: ذهب الكوفيون إلى أنه يقال المحرم ورجب وذو القعدة وذو الحجة. قال: والكتاب يميلون إلى هذا القول ليأتوا بهن من سنة واحدة. قال: وأهل المدينة يقولون: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب وقوم ينكرون هذا، ويقولون: جاءوا بها من سنتين.
قال النحاس: وهذا غلط بين وجهل باللغة؛ لأنه قد علم المراد، وأن المقصود ذكرهما، وأنها في كل سنة فكيف يتوهم أنها من سنتين، قالوا: والأولى والاختيار ما قاله أهل المدينة؛ لأن الأخبار قد تظاهرت عن رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كما قالوا من رواية ابن عمر وأبي هريرة وأبي بكرة رضي الله تعالى عنهم قالوا: وهذا أيضًا قول أكثر أهل التأويل، قالوا: وأدخلت الألف واللام في المحرم دون غيره. قال: وجاء من الشهور ثلاثة مضافة شهر رمضان وشهرا هذه الشهور. واشتقاقها مذكور في تراجمها من الكتاب.
وأما شهور الفرس فأيلول وتشرين الأول والثاني، وهذه الثلاثة فصل الخريف وكانون الأول وكانون الثاني وسباط بالسين المهملة، وهذه الثلاثة فصل الشتاء وآذار بالذال المعجمة ونيسان وأيار وحزيران وتموز وآب وهذه الستة فصل الصيف. وفي الحديث في خروج النساء يوم العيد “ولا يلبسن الشهرة من الثياب” هو بضم الشين ومعناه: الثياب الفاخرة التي تشتهر بها عن غيرها لحسنها.
شوب: قال أهل اللغة: الشوب الخلط، وقد شبت الشيء بضم الشين أشوبه، فهو مشوب إذا خلطته.
شوش: قوله: يشوش على الناس، ويشوش القواعد، وما أشبهه هذا قد استعمله الغزالي رحمه الله تعالى في مواضع كثيرة، واستعمله صاحب المهذب في باب صلاة الجماعة وفي آخر باب المسابقة: وهو غلط عند أهل اللغة، عده ابن الجواليقي