للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الوصية فى ركن الصيغة، وفى كتاب الصداق فى باب تشطره فى مسألة من أصدقها حليًا فكسرته. هو الإمام البارع العلامة فى فنون العلم، أبو عبد الله محمد بن نصر المروزى الفقيه الشافعى.

روينا فى تاريخ بغداد عن الخطيب، قال: محمد بن نصر المروزى، أبو عبد الله الفقيه، صاحب التصانيف الكثيرة، والكتب الجمة، ولد ببغداد، ونشأ بنيسابور، ورحل إلى سائر الأمصار فى طلب العلم، واستوطن سمرقند.

وكان من أعلم الناس باختلاف الصحابة ومن بعدهم فى الأحكام. روى الحديث عن عبدان، وصدقة بن الفضل، ويحيى بن يحيى، وإسحاق بن راهوية، وأبى قدامة السرخسى، وهدبة بن خالد، بالموحدة، ومحمد بن بشار، وابن المثنى، وإبراهيم بن المنذر، وغيرهم من أهل خراسان، والعراق، والحجاز، والشام، ومصر. روى عنه ابنه إسماعيل، وأبو على البلخى، وعثمان بن جعفر بن اللبان، ومحمد بن يعقوب بن الأخرم، وغيرهم.

ثم روى الخطيب، عن محمد بن نصر، قال: ولدت سنة اثنتين ومائتين قبل وقاة الشافعى بسنتين، قال: وكان أبى مروزيًا. ثم روى عن القفال الشاشى، قال: سمعت أبا بكر الصيرفى يقول: لو لم يصنف محمد بن نصر إلا كتاب القسامة لكان من أفقه الناس، فكيف وقد صَنَّف كتبًا سواه. وعن محمد بن عبد الحكم، قال: كان محمد بن نصر عندنا بمصر إمامًا، فكيف بخراسان. وعن أبى بكر أحمد بن إسحاق، قال: ما رأيت أحسن صلاة من محمد بن نصر، ولقد بلغنى أن زنبورًا قعد على جبهته فسال الدم على وجهه ولم يتحرك. قلت: هذا محمول على دم يسير، بحيث يعفى عنه ولا يبطل الصلاة.

أخبرنى أبو محمد الأنبارى، أخبرنا الحرستانى، أخبرنا أبو الفتح نصر الله، أخبرنا أبو الفتح نصر المقدسى، أخبرنا أبو الفضل أحمد بن محمد الفراتى، قال: سمعت جدى أبا عمرو الفراتى يقول: سمعت أبا منصور محمد بن أحمد بن حمشاد يقول: سمعت الأستاذ أبا الوليد حسان بن محمد القريشى يقول: سمعت أبا الفضل البلعمى يقول: دخل محمد ابن نصر المروزى، رحمه الله، على إسماعيل بن أحمد والى خراسان، فقام له وبجله وأبلغ فى تعظيمه وإجلاله، فلما خرج

<<  <  ج: ص:  >  >>