للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عاتبه أخوه إسحاق بن أحمد على ذلك، فقال له إسماعيل: إنما قمت له إجلالاً لإخبار رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ثم إن إسماعيل رأى رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فى المنام، فقال له: قمت لمحمد بن نصر إجلالاً لإخبارى لا جرم، ثبت ملكك، وملك بنيك لإجلالك له، وذهب ملك أخيك إسحاق وملك بنيه لاستخفافه بمحمد بن نصر، فبقى ملك إسماعيل وبنيه أكثر من مائة وعشرين سنة.

وذكر الشيخ أبو إسحاق فى طبقات الفقهاء، عن محمد بن نصر، قال: كتبت الحديث بضعًا وعشرين سنة، وسمعت قولاً ومسائل ولم يكن لى حسن رأى فى الشافعى، فبينا أنا قاعد فى مسجد رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أغفيت، فرأيت النبى - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فى المنام، فقلت: يا رسول الله، أكتب رأى أبى حنيفة؟ فقال: لا، فقلت: رأى مالك؟ فقال: اكتب ما وافق حديثى، قلت: أكتب رأى الشافعى؟ فطأطأ رأسه شبه الغضبان، وقال: لا تقول رأى الشافعى، ليس بالرأى، بل هو رد على من خالف سنتى، قال: فخرجت فى أثر هذه الرؤيا إلى مصر، وكتبت كتب الشافعى.

توفى محمد بن نصر، رحمه الله، بسمرقند سنة أربع وتسعين ومائتين، وكانت لحيته بيضاء، وكان من أحسن الناس صورة، وله اختيارات غريبة مخالفة للمذهب، ظهر له دلائلها منها ما حكيته عنه فى الروضة أنه قال: يكفى فى صحة الوصية الإشهاد عليه بأن هذا الكتاب خطى وما فيه وصيتى، وإن لم يعلم الشاهد ما فيه. كذا نقله عنه إمام الحرمين والمتولى. وحكى أبو الحسن العبادى عنه أنه يكفى الكتاب بلا شهادة، والمشهور أنه لابد من الإشهاد، ومعرفة الشاهدين المشهود به، والله أعلم.

٢٧ - محمد بن يحيى بن حبان بن منقذ:

مذكور فى المختصر فى باب الساعات التى نهى عن الصلاة فيها. وفى المهذب فى خيار الشرط، وفى الحجر. هو أبو عبد الله محمد بن يحيى بن حبان، بفتح الحاء باتفاق العلماء، ابن منقذ بن عمرو، ويقال: عطية بدل عمرو بن خنساء، بفتح الخاء المعجمة ثم نون ساكنة، ابن مبذول، بالذال المعجمة، ابن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار الأنصارى النجارى، بالجيم، المازنى المدنى.

تابعى

<<  <  ج: ص:  >  >>