ذكره الأزهري في باب العين واللام، وذكر في باب العين والنون.
قال الفراء: لأنك، وأنك، ولعنك بمعنى لعلك. قال الأزهري: وقال ابن الأعرابي: لعنك لبني تميم. قال: وبنو تيم الله بن ثعلبة يقولون: ورعنك، يقولون ذلك يريدون لعلك. وقال اللحياني: ومن العرب من يقول وعنك ولغنك بالغين بمعنى لعلك. قوله: بالغين يعني المعجمة، هذا آخر كلام الأزهري.
قال الإمام أبو إسحاق الثعلبي المفسر في تفسيره المشهور عند ذكر تفسير قول الله تعالى:{وَلأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}(البقرة: من الآية١٥٠) في لعل ست لغات: لعل، وعل، ولعن، وعن، ورعن، ولعا. ولها ستة أوجه: هي من الله تعالى واجبة، ومن الناس على معان تكون بمعنى الاستفهام: كقول القائل لعلك فعلت ذلك مستفهما. وتكون بمعنى الظن: يقول قام فلان، فيقال لعل ذلك بمعنى أظن وأرى ذلك. وتكون بمعنى الإيجاب: بمعنى ما أخلقه كقولك وقد وجبت الصلاة، فيقال لعل ذلك أي: ما أخلقه، وتكون بمعنى الترجي والتمني: كقولك لعل الله تعالى أن يرزقني مالا. وتكون بمعنى عسى: يكون ما يراد كقوله تعالى: {لَعَلِّي أَبْلُغُ الأَسْبَابَ}(غافر: من الآية٣٦) . وتكون بمعنى كي: على الجزاء كقوله تعالى: {انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآياتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ}(الأنعام: من الآية٦٥) أي: لكي يفقهون، هذا آخر ما ذكره الثعلبي.
قال صاحب المحكم: العلة الحدث يشغل صاحبه عن وجهه، وقد اعتل الرجل وهذا علة لهذا أي سبب، والعلة المرض يقال منه: عل يعل واعتل وأعله الله تعالى، ورجل عليل، وحروف العلة والاعتلال الألف والياء والواو سميت بذلك للينها وثبوتها. واستعمل أبو إسحاق لفظة المعلول في المتقارب من العروض، واستعمله في المضارع، وأرى هذا إنما هو على طرح الزائد كأنه جاء على عل وإن لم يلفظ به، وإلا فلا وجه له، والمتكلمون يستعملون لفظ المعلول في هذا كثيرًا وبالجملة، فلست منها على ثقة ولا ثلج؛ لأن المعروف إنما هو أعله الله تعالى فهو معل، اللهم إلا أن يكون على ما ذهب إليه سيبويه، من قولهم مجنون ومسلول من أنه جاء على جننته وسللته، وإن لم يستعملا في الكلام استغناء عنهما بأفعلت، قال: وإذا قالوا: جن وسل فإنما يقولون جعل فيه الجنون والسل، كما قالوا: حرف وصل، هذا آخر كلام صاحب المحكم.
وقال الإمام الواحدي في قول الله عز وجل:{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}(البقرة:٢١) قال ابن الأنبارى: لعل تكون ترجيًا، وتكون بمعنى كي وتكون ظنا. وقال يونس وقطرب: