لعل تأتي في كلام العرب بمعنى كي. وقال سيبويه: لعل كلمة ترجية وتطميع للمخاطين أي: كونوا على رجاء وطمع أن تتقوا بعبادتكم عقوبة الله تعالى أن تحل بكم، كما قال في قصة فرعون:{لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى}(طه: من الآية٤٤) كأنه قال: اذهبا أنتما على رجائكما وطمعكما والله تعالى من وراء ذلك، وعالم بما يؤول إليه أمره - والله تعالى أعلم - هذا آخر كلام الواحدي هنا.
وكذلك قال أبو إسحاق الزجاج في كتابه معاني القرآن العزيز في هذه الآية:{لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}(البقرة: من الآية٢١) قال: فيها قولان، أحدهما: معناه عند أهل اللغة كي تتقوا. قال: والذي ذهب إليه سيبويه في مثل هذا: أنه فرح لهم، كما قال الله عز وجل في قصة فرعون:{لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى}(طه: من الآية٤٤) أي: كأنه قال اذهبا أنتما على رجائكما والله تعالى من وراء ذلك، وكذا قال الزجاج والواحدي في قول الله تعالى:{كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}(آل عمران: من الآية١٠٣) قالا: معناه لتكونوا على رجاء هدايته، وقد كرر الواحدي هذا القول في مواضع كثيرة.
وقال صاحب المحكم: لعل ولعل يعني: بفتح اللام الثانية وكسرها طمع وإشفاق كعل. قال: وقال بعض النحويين: اللام الأولى زائدة مؤكدة، وإنما هو عل. وأما سيبويه فجعلها حرفا واحدًا غير مزيد. وحكى أبو زيد: أن لغة عقيل لعل زيد منطلق بكسر اللام الأخيرة من لعل وجر زيد، قال كعب بن سعد الغنوي:
لعل أبي متوقد منك قريب
فقلت أدعوا أخرى وأرفع الصوت ثانيا
وقال أبو الحسن الأخفش: قال أبو عبيدة: أنه سمع لام لعل مفتوحة في لغة من جر بها، في قول الشاعر:
جهارا من زهير أو أسيد
لعل الله يمكنني عليها
قال الأزهري: قال أبو زيد في نوادرة: يقال: هما أخوان من علة وهما ابنا علة إذا كانت أماهما شتى والأب واحد، وهم بنو العلات، وهم أخوة من علة وعلات، كل هذا من كلامهم، ونحن إخوان من علة، وهو أخي من علة، وهما أخوان من ضرتين، ولم يقولوا من ضرة وهم أولاد العلات. قال الأصمعي: تعللت بالمرأة لهوت بها. وقال صاحب المحكم: تعلل بالأمر واعتل به تشاغل، وعلله بطعام، وحديث ونحوهما شغله، وتعلت المرأة من نفاسها، وتعللت خرجت منه وطهرت، وبنو العلة من العالمين وجمعها علائل.