والتلاوة: إذا فعل كذا فعليه سجود السهو، وسجود التلاوة على المستمع كهو على القارىء، وأشباه ذلك مع أن سجود السهو وسجود التلاوة سنتان عندنا بلا خلاف. فقال الرافعي: لفظة على هنا ليست للإيجاب بل المراد تأكيد الاستحباب، قال: وكثيرا ما يتكرر هذا في كلام الأصحاب في هاتين السجدتين، ومرادهم ما ذكرنا، قال: وقد يستعملون لفظ الوجوب واللزوم في ذلك والمراد تأكيد الاستحباب. قلت: ومن هذا المعنى قوله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: “غسل الجمعة واجب على كل محتلم وإذا عطس فحمد الله تعالى فحق على من سمعه أن يسمته”.
عمد: في الحديث: “لا يعمد إلى أسد من أسد الله تعالى ثم يعطيك سلبه” ذكره في الإيمان من المهذب معنى يعمد يقصد هو بكسر الميم، والعمدة ما يعتمد عليه، والعمود معروف، وجمعه عمد وعمد بضم العين والميم وفتحهما. والعمد ضد الخطأ، وعمد الخطأ في الجنايات معروف. قال الواحدي: قال الفراء: العمد والعمد جمع العمود كأدم وأدم، والعماد والعمود ما يعمد الشيء به. يقال: عمدت الحائط أعمده بضم الميم إذا دعمته، فاعتمد الحائط على العماد أي امتسك به، وفلان عمدة قومه أي: يعتمدونه فيما ينوبهم.
عمر: قوله تعالى: {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ}(البقرة: من الآية١٩٦) قال الأزهري: العمرة مأخوذ من الاعتمار وهو الزيارة، يقال: أتانا فلان معتمرا أي: زائرًا. قال: ويقال الاعتمار القصد، قال: وقيل: إنما قيل الفاء لأنه قصد لعمل في موضع عامر.
وقال الجوهري: العمرة في الحج أصلها من الزيارة، والجمع العمر، والعمرى بضم العين نوع من الهبة، ولها ثلاث صور مشهورة في هذه الكتب وغيرها، وهي مشتقة من العمر، وقد سبق في باب الراء أن الرقبى والعمرى ينفذ من هبات الجاهلية. قال الجوهري: عمرويه شيئان جعلا واحدًا وكذلك سيبويه، وبني على الكسر لأن آخره أعجمي مضارع للأصوات فشبه بغاق، فإن نكرته نونت، فقلت: مررت بعمرويه، وعمرويه آخر.
ذكر المبرد في تثنيته: وجمعه العمرويهان والعمرويهون. وذكر غيره: أن من قال: هذا عمرويه وسيبويه، ورأيت عمرويه وسيبويه، فأعربه وثناه وجمعه، ولم يشرطه المبرد، وعمرو: اسم رجل يكتب بالواو فرقا بينه وبين عمر، ويسقطها النصب لأن الألف تلحقها، ويجمع على عمور، قاله