للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليه على مفعول. قوله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في الهلال: “فإن غم عليكم”.

قال الخطابي: هو من قولك غممت الشيء إذا غطيته، وغم علينا الهلال، وغمي وأغمي فهو مغمى، وكان على السماعي، وهي ليلة غماء وصمنا للغمى، والغمى والغمية والغمة إذا صاموا رؤية، ذكر ذلك كله الهروي. قال صاحب المجمل: غم الهلال إذا لم ير لأنه يستره غيم أو غيره. قال الأزهري في الشرح: غم علينا الهلال غما فهو مغموم وغمي فهو مغمى وأغمي فهو مغمى.

غنم: قال أهل اللغة: المغنم والغنيمة بمعنى يقال غنم القوم يغنمون غنما بالضم. قال أصحابنا: الغنيمة في اللغة الفائدة. قال أصحابنا: المال المأخوذ من الكفار منقسم إلى ما يحصل بغير قتال، وإيجاف خيل وركاب، وإلى حاصل بذلك، ويسمى الأول فيئًا والثاني غنيمة. ثم ذكر المسعودي وطائفة من أصحابنا: أن اسم كل واحد من المالين يقع على الآخر إذا أفرد بالذكر، فإذا جمع بينهما افترقا كاسمي الفقير والمسكين.

وقال الشيخ أبو حاتم القزويني وغيره: اسم الفيء يشمل المالين، واسم الغنيمة لا يتناول الأول. وفي لفظ الشافعي رحمه الله تعالى في المختصر: ما يشعر بهذا. قال القاضي أبو الطيب: الفرق بين الفيء والغنيمة وإن كان الجميع راجعًا من الكفار، أن الفيء رجع من غير صنع منا فسمي فيئًا لأنه فاء بنفسه، وفي الغنيمة لنا صنع فلم يرجع بنفسه، بل رده الغانمون على أنفسهم بتوفيق الله تعالى.

غنى: قال أهل اللغة: الغنى مقصور مكسور الأول هو اليسار، يقال منه غني الرجل فهو غني، وتغنى الرجل واستغنى بمعنى واحد، وأغناه الله تعالى وتغانوا أي استغنى بعضهم عن بعض، والغناء بالكسر أيضًا، وبالمد هو الصوت المعروف، والأغنية بمعنى الغنى، والجمع الأغاني، يقال منه تغنى وغنى بمعنى. والغناء بفتح الغين والمد هو النفع والمعنى واحد، المغاني وهو المواضع التي كان بها أهلوها، وغنيت المرأة بزوجها غنيانا أي استغنت، وغني بالمكان أقام به، وغنى أي: عاش، وأغنيت عنك مغنى فلان، ومغناة فلان، ومغنى فلان ومغناه فلان بالضم والفتح أي أجزأت عنك مجزاه. ويقال ما يغني عنك هذا أي: ما يجزىء عنك وما ينفعك. وقوله في المهذب في باب السير قال الشاعر:

وعلىالغانيات جر الذيول

<<  <  ج: ص:  >  >>