أراد بالغانيات: النساء. واختلف أهل اللغة في الغانية، فقيل: هي المزوجة لأنها غنيت بزوجها عن غيره. وأنشد ابن الأعرابي ثم الجوهري في صحاحه على هذا قول جميل صاحب بثينة:
وأحببت لما أن غنيت الغوانيا
أحب الأيامى إذ بثينة أيم
أراد بالأيامي: اللاتي لا أزواج لهن، وبالغواني المزوجات. وقوله لما أن غنيت بكسر التاء رجع من الغيبة إلى خطابها، ومعناه: أحب كل من كان مثلها لحبي لها فأحببت الأيامي إذ هي أيم، فلما أن غنيت أي تزوجت أحببت المزوجات. وقيل: الغانية الشابة الجميلة الناعمة. وقيل: هي البارعة في الجمال التي أغناها جمالها عن الزينة.
غول: قال الإمام أبو السعادات المبارك بن محمد المعروف بابن الأثير الجزري في نهاية الغريب في الحديث: "لا غول ولا صفر" الغول: أحد الغيلان، وهي جنس من الجن والشياطين، كانت العرب تزعم أن الغول في الفلاة تتراءى للناس فتتغول تغويلا أي: تتلون تلونا في صور شتى، وتغولهم أي: تضلهم عن الطريق وتهلكهم، فنفاه النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وأبطله. وقيل: معنى "لا غول" ليس نفيًا لوجود الغول، بل هو إبطال لزعم العرب في تلونه بالصور المختلة واغتياله. فقوله: لا غول أي: لا تستطيع أن تضل أحدًا، ويشهد له الحديث الأخر:"لا غول ولكن السعالى" والسعالى سحرة الجن أي: ولكن في الجن سحرة لهم تلبيس وتخييل. ومنه الحديث الأخر:"إذا تغولت الغيلان فنادوا بالأذان" أي: أدفعوا شرها بذكر الله تعالى، وهذا يدل على أنه لم يرد بنفيها عدمها. ومنه حديث أبي داود:"كان لي تمر في سهوة فكانت الغول تجيء فتأخذ" هذا آخر كلام ابن الأثير.
غير: قوله في الوجيز في غسل ولوغ الكلب: ولو ذر التراب على المحل لم يكف بل لا بد من مائع يغيره، وقد قدمنا بيانه في فصل غبر، وأنه يجوز بالباء والياء. قال الإمام أبو نزار الحسن بن أبي الحسن النحوي في كتابه المسائل السفرية: منع قوم دخول الألف واللام على غير وكل وبعض، وقالوا: هذه كما لا تتعرف بالإضافة لا تتعرف بالألف واللام، قال: وعندي أنه تدخل اللام على غير وكل وبعض، فيقال