يبدي إنسان أكثر منه لو أن الكتاب كان كتابه. كان ذلك شأن مدير الدار يومئذ الأستاذ محمد (بك) أسعد برّاده، ومدير المطبعة الأستاذ محمد نديم، وشأن القسم الأدبي كله بدار الكتب برياسة المرحوم الأستاذ أحمد زكي العدوي. وكم من مرة شاركني رجال هذا القسم الأدبي في تحقيق بعض مسائل اختلفت عليها كتب الحديث وكتب السيرة، كي تصل إلى غاية ما يستطاع من الدقة والضبط وكم من مرة اشتركنا في تحقيق لفظ من الألفاظ، أو تركيب من التراكيب من حيث اللغة وعلومها، لتنفي كل دخيل على الكتاب ما استطعنا إلى ذلك سبيلا. والقسم الأدبي هو الذي وضع من هوامش الكتاب التنبيه إلى مواضع الآيات من سور القرآن، وشرح بعض الألفاظ اللغوية التي رآها في حاجة إلى الشرح.
وقد تفضل المغفور له الأستاذ الأكبر الشيخ محمد مصطفى المراغي فاطلع على ما جدّ في الطبعة الثانية من فصول.
أما العناية بالطبع وإخراج الكتاب لقرائه على ما رأوه من دقة وتأنق فيرجع فضلها إلى الأستاذ محمد نديم مدير المطبعة وإلى أعوانه من رجال الفن في الطباعة. وهم في ذلك إنما يعملون بقوله عليه السلام:«إن العبد إذا عمل عملا أحبّ الله أن يتقنه» .
ورأيت حقّا عليّ، عند الطبعة الثالثة، أن أضاعف الشكر لرجال دار الكتب وللقائمين على مطبعتها.
فقد حالت مشاغلي دون الاشتراك في هذه الطبعة بأكثر من مراجعة التجارب الأخيرة والإذن بالطبع. فأما ما خلا ذلك من وضع عناوين الصفحات ومن المزيد في دقة الضبط، فالفضل فيه لهم، ولما بيني وبين رجال الدار جميعا، وعلى رأسهم مديرها يومئذ الدكتور منصور فهمي باشا من مودّة صادقة.
لذلك فإن كل شكر أبذله لهم وكل تقدير مني لجميلهم دون مجهودهم قدرا. فليتولّ الله جزاءهم على حسن صنيعهم. وعنده جلّ شأنه حسن الجزاء.
واليوم، ولمناسبة هذه الطبعة الرابعة التي طبعت من جديد بمطبعة مصر، أرى حقّا عليّ أن أشكر للأستاذ يوسف بهجت مدير المطبعة وللأستاذ محمد إبراهيم عثمان رئيسها ولجميع رجال مطبعة مصر ما بذلوا من همة وعناية، حتى خرج الكتاب في هذا الثوب القشيب من الدقة وجمال الطبع وأناقته. كما أشكر للأستاذ أحمد عبد العليم البردوني معاونته الصادقة في ضبط فهرس هذه الطبعة.
وفي هذه الطبعة الخامسة يسرني أن أشكر للدكتور سيد نوفل مدير الإدارة التشريعية بمجلس الشيوخ، دقة المراجعة لتجاربها ولتجارب الطبعة الرابعة.
وأحمد الله وأرجو أن يوفقنا للخير ولحسن أداء واجبنا في الحياة.