للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحقيقة:

تعريفها: هي -في إصطلاح البيانيين١- الكلمة المستعملة فيما وضعت له في اصطلاح التخاطب، أي في الاصطلاح الذي جرى به التخاطب "كالأسد" إذا استعمل في الحيوان المفترس، فهو حقيقة لاستعماله فيما وضع له في كافة الاصطلاحات، "وكالصلاة" إذا استعملها المتكلم بعرف الشرع في "الأركان الخاصة"،- فهي أيضا حيقيقة لاستعمالها فيما وضعت له في اصطلاح أهل الشرع -و"كالصلاة" أيضا إذا استعملها المتكلم بعرف اللغة في "الدعاء" فهي كذلك حقيقة لاستعمالها فيما وضعت له في اصطلاح أرباب اللغة وهكذا.

واعلم: أن بالتعريف قيودا ثلاثة:

١- المستعملة.

٢- فيما وضعت له.

٣ في اصطلاح التخاطب -وقد جئ بهذه القيود للاحتراز.

أما القيد الأول: قد احترز به عن الكملة قبل الاستعمال، فلا تسمى حقيقة ولا مجازا- لأن الاستعمال هو الذي يعين المعنى المراد من اللفظ.

وأما القيد الثاني: فقد احترز به عن شيئين:

١- الغلط اللساني١، وهو ما استعمل في غير ما وضع له غلطا، كأن تقول


١ وهي في اللغة وصف على زنة "فعيل" إما بمعنى فاعل من حق الشيء إذا ثبت فهو حقيق أي ثابت قال تعالى: {لقد حق القول على أكثرهم فهم لا يؤمنون" أي لقد ثبت القول- وإما بمعنى مفعول من حققت الشيء إذا أثبته، فهو حقيق أي مثبت، ثم نقل هذا اللفظ في اصطلاحهم من الوصفية بمعنييها إلى الكلمة المستعملة فيما وضعت له، والتاء فيه للدلالة على نقل الكلمة من الوصفية إلى الإسمية، وليست التاء للتأنيث بدليل صحة أن يقال: هذا اللفظ حقيقة ولو كانت للتأنيث ما صح أن يقال ذلك.
٢ أما لاغظ القلبي فهو حقيقة أن كان الاستعمال فيما وضع له بحسب زعم المتكلم ولو أخطأ في قصده كمن قال في شأن حجر رآه عن بعد، هذا طائر معتقدا أنه حيوان ذو جناح

<<  <  ج: ص:  >  >>