للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[إيراد المسند إليه منكرا]

يؤتى بالمسند إليه نكرة لدواع أهمها ما يأتي:

١- أن يكون القصد بالحكم إلى فرد غير معين من الأفراد التي يصدق عليها مفهوم اللفظ١, إما لأن الغرض لم يتعلق بتعيينه وإن كان معينا بل المقصود أن الحكم لم يثبت لغير فرد واحد من هذا الجنس، وأما لأن المتكلم لم يعلم جهة من جهات التعريف من علمية أو صلة، أو نحو ذلك, فمثال الأول قوله تعالى: {وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى ٢} أي: رجل واحد، لا رجلان، ولا رجال فقد أتى بالمسند إليه منكرا للقصد فيه إلى فرد ما من أفراد مفهوم لفظ "رجل" لأن حكم المجيء لم يثبت لغير فرد واحد من هذا الجنس, ومثال الثاني قولك: "جاء هنا رجل


١ اعلم أن دلالة النكرة على الفرد ظاهرة إن قلنا أن النكرة موضوعة للفرد المنتشر, وأما إن مشينا على رأي من قال إنها موضوعة
للحقيقة فدلالتها على الفرد باعتبار الاستعمال الغالب؛ لأن الغالب
استعمالها في الفرد بقرينة المقام.
٢ هذا الرجل هو مؤمن آل فرعون وأراد بالمدينة مدينة فرعون وكانت تسمى "منف" وليست منف المشهورة الآن بل هي بلدة كانت بإقليم الجيزة فخربت بدعوة من موسى عليه السلام.

<<  <  ج: ص:  >  >>