للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[إيراد المسند إليه معرفا بأل]

يؤتى بالمسند إليه محلى بأل للغرضين الآتيين بعد:

١- الإشارة بها إلى معهود خارجا, وهي التي يكون مدخولها معينا في الخارج, واحدا كان ذلك المعين، أو اثنين، أو جماعة، وتسمى اللام حينئذ لام العهد الخارجي -وهي باعتبار مدخولها ثلاثة أقسام- لام العهد الخارجي، ولام العهد الكنائي ولام العهد العلمي، والأخيرة قسمان: علمي حضوري، وعلمي فقط على ما سيأتي.

فالأولى: أن يتقدم لمدخولها ذكر صريح, وتسمى حينئذ لام العهد الخارجي الصريحي كما في قولك: "صنعت في رجل جميلا فلم يرع الرجل هذا الجميل" فإتيان المسند إليه وهو "الرجل" محلى بأل للإشارة بها إلى معهود خارجا عهدا صريحا لتقدم ذكره صراحة في قوله: "صنعت في رجل جميلا" وكقوله تعالى: {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ} ، فقد ذكر المصباح والزجاجة منكرين، ثم أعيدا معرفين باللام للغرض السابق, ومنه قوله تعالى: {كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولًا، فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ} غير أن مدخول اللام هنا ليس مسندا إليه، والكلام في أحوال المسند إليه.

والثانية: أن يتقدم لمدخولها ذكر كنائي أي: غير مصرح به، وتسمى حينئذ لام العهد الخارجي الكنائي كما في قوله تعالى: {وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنْثَى ١} ،


١ للمفسرين في هذه الجملة رأيان: فقيل إنها من كلام امرأة عمران وفيه قلب أي: ليس الأنثى كالذكر في التحرير, وهو من تتمة تحسرها على وضعها أنثى وعدم مساواتها الذكر في التحرير. وعلى هذا تكون اللام فيه للجنس فلا تصلحان مثالين للام العهد, وقيل إنه كلام الله تسلية لها، والمعنى ليس الذكر الذي طلبت كالأنثى التي وهبت بل الأنثى التي وهبتها أرفع مرتبة من الذكر الذي طلبته, وعلى هذا تكون اللام فيها للعهد.

<<  <  ج: ص:  >  >>