للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المجاز المرسل]

[علاقات المجاز المرسل]

...

المجار المرسل:

سبق أن قسمنا المجاز المفرد باعتبار العلاقة إلى قسمين: أحدهما الاستعارة وقد انتهى البحث فيها، وثانيهما "المجاز المرسل" وهو ما نحن بصدد الكلام فيه.

تعريفه: هو الكلمة المستعملة في غير ما وضعت له لعلاقة غير المشابهة، مع قرينة مانعة من إرادة المعنى الحقيقي, كما في قولنا: "أمطرت السماء نباتا" فلفظ النبات مجاز مرسل؛ لأنه كلمة استعملت في "الماء"، وهو غير المعنى الموضوع له لفظ "النبات". وقرينة استعماله فيه قولك: أمطرت السماء, إذ إن النبات لا يمطر، وليست العلاقة بين النبات والماء المشابهة لبعد التباين بين الحقيقتين، وإنما العلاقة بينهما من حيث إن أحدهما مسبب عن الآخر، وليس من شك أن النبات مسبب عن الماء, وحسبنا هذه علاقة تصحح استعمال النبات في الماء كما في المثال.

[علاقات المجاز المرسل]

عرفت فيما سبق أن علاقة الاستعارة محصورة في المشابهة بين المعنيين، أما علاقة المجاز المرسل فعلى أنواع شتى، وهاك أشهرها وأكثرها استعمالا.

١- السببية: وهي أن يكون المعنى الحقيقي للفظ المذكور سببا في المعنى المجازي، فيطلق حينئذ اسم السبب، ويراد المسبب كما تقدم في قولنا: رعت الماشية الغيث أي: النبات، "فالغيث" مجاز مرسل علاقته السببية؛ لأن المعنى الحقيقي للغيث سبب في المعنى المجازي الذي هو النبات, وقرينة المجاز قولنا: رعت الماشية, إذ إن الغيث لا يرعى. وكما في قوله تعالى: {يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ} ، وكقولك: "جلت يدك عندي، وعمت أياديك الورى"، فاليد "في الآية الكريمة" مجاز مرسل بمعنى القدرة أي: إن قدرة الله لا تدانيها قدرة، والعلاقة بين

<<  <  ج: ص:  >  >>