للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[صدق الخبر وكذبه]

الخبر الصادق ما طابق مضمونه الواقع، والكاذب ما لم يطابق مضمونه الواقع.

بيان ذلك: أن لصيغة الخبر نسبتين: نسبة مفهومة من الكلام، وتسمي "نسبة كلامية", ونسبة مفهومة من الخارج والواقع، وتسمى "نسبة خارجية أو واقعية" فإذا قلت مثلًا: "محمود مسافر" فإن ثبوت الصفر له المفهوم من هذه الصيغة نسبة كلامية. وهذا الثبوت المفهوم من الواقع والخارج نسبة خارجية أو واقعية.

إذا علمت هذا: فأعلم أن صدق الخبر وكذبه يدوران حول هاتين النسبتين فإن توافقت النسبتان ثبوتًا بأن قلت: "محمود" وهو في الواقع كذلك، أو توافقتا سلبًا بأن قلت: "محمود ليس مسافرًا" وهو في الواقع كذلك كان الخبر صادقًا, وإن لم تتوافق النسبتان بأن قلت: "محمود مسافر" وهو في الواقع غير مسافر، أو العكس كان الخبر كاذبًا.

فالخبر إذًا محصور في الصدق والكذب، ولا ثالث لهما، وهذا هو رأي الجمهور وهو المعول عليه, وفي المسألة آراء أخرى لا يتسع لها المقام.

الإسناد الخبري:

هو ضم كلمة، أو ما يجري مجراها إلى أخرى، أو ما يجري مجراها على وجه يفيد الحكم بمفهوم أحداهما على مفهوم الأخرى -ثبوتًا أو نفيًا- ويسمى المحكوم به "مسندًا" والمحكوم عليه "مسندًا إليه"، وتسمى النسبة بينهما "إسنادًا", فقولك: "حسان شاعر" أو "حسان غير شجاع" إسناد خبري إذ قد ضم فيه كلمة "شاعر" في المثال الأول "وغير شجاع" في المثال الثاني إلى أخرى "حسان" فيهما على وجه يفيد الحكم بمفهوم "الشاعرية" في الأول "وعدم الشجاعة" في الثاني على مفهوم "حسان" ثبوتًا كما في المثال الأول، ونفيًا كما في المثال الثاني.

والمراد، بما يجري مجرى الكلمة: الجملة الواقعة في موقع المفرد -مبتدأ كان، أو خبرًا، أو فاعلًا، أو نائب فاعل- وبهذا تكون صور طرفي الإسناد أربعًا:

<<  <  ج: ص:  >  >>