للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[محسنات الوصل]

مما يريد الوصل حسنًا أمور منها:

١- أن تتفق الجملتان في الاسمية والفعلية, والاسميتان في نوع المسند: من حيث الإفراد، أو الجملية، أو الظرفية, والفعليتان في نوع الفعل: من حيث الماضوية، أو المضارعية, فيحسن العطف في مثل: "محمد كاتب وأحمد شاعر" لاتفاقهما في الاسمية، وفي نوع المسند من حيث إفراده, ويحسن في مثل: "محمد يحسن التفكير، ومحمود يحكم التدبير"؛ لاتفاقهما في الاسمية، وفي نوع المسند من حيث إنه جملة فعلية, ويحسن في مثل: "خالد في بيته، وبكر في مصنعه"؛ لاتفاقهما في الاسمية، وفي نوع المسند من حيث إنه ظرف, وهكذا.

كذلك يحسن العطف في مثل: "خطب علي، وشعر حسان"؛ لاتفاقهما في الفعلية, ونوع الفعل من حيث المضي, ويحسن في مثل: "يملي إبراهيم، ويكتب إسماعيل"؛ لاتفاقهما في الفعلية، وفي نوع الفعل من حيث المضارعة, وهكذا.

٢- أن تتوافق الجملتان في الإطلاق والتقييد, فيحسن العطف في مثل: "محمد يبدع إذا كتب ومحمود يجيد إذا خطب"؛ لتوافقهما في التقييد بالشرط.

وإنما يحسن الوصل في كل ما ذكرنا إذا كان المقصود من الجملتين، الثبوت والدوام كما في الاسميتين، أو التجدد والحدوث في نسبتهما كما في الفعليتين أو كان المقصود الإطلاق أو التقييد فيهما "كما رأيت".

فإذا أريد في إحداهما: "الثبوت والدوام" وفي الأخرى: "التجدد والحدوث", أو أريد في إحداهما "المضي"، وفي الأخرى "المضارعة" أو أريد "الإطلاق" في إحداهما، و"التقييد" في الأخرى, امتنع التناسب بين الجملتين، وأتى بهما على وفق المقصود منهما, فيقال: "خطب محمد ومحمود كاتب" حيث أريد الإخبار بحدوث الخطابة "لمحمد".

<<  <  ج: ص:  >  >>