للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التقسيم الثالث ١:

ينقسم التشبيه باعتبار تعدد الطرفين، أو تعدد أحدهما إلى أربعة أقسام:

١- ملفوف.

٢- مفروق.

٣- تسوية.

٤- جمع.

فالملفوف: هو أن يتعدد طرفاه، ويجمع كل طرف مع مثله؛ بأن يؤتى بالمشبهات أولا بطريق العطف أو غيره، ثم بالمشبهات بها كذلك, أو العكس؛ بأن يؤتى بالمشبهات بها أولا بطريق العطف أو غيره، ثم بالمشبهات كذلك. فمثال تعددهما معطوفين قول امرئ القيس يصف عقابا بكثرة اصطياد الطيور:

كأن قلوب الطير رطبا ويابسا ... لدى وكرها العناب والحشف البالي٢

شبه امرؤ القيس الرطب الطري من قلوب الطير بالعناب في الشكل والمقدار واللون، وشبه اليابس العتيق منها بالحشف البالي في هذه الثلاثة أيضا, فالمشبه متعدد وهو "الرطب الطري من قلوب الطير، واليابس العتيق منها", والمشبه به متعدد كذلك، وهو "العناب والحشف البالي"، وقد جمع بين المشبهين في المصراع الأول


١ لا يخفى أن هذا التقسيم لا يناسب أخويه السابقين؛ لأنه تقسيم لتشبيهات متعددة, إذ لا يتعدد طرفا تشبيه واحد، والتقسيم فيما سبق لتشبيه واحد.
٢ أراد بالطير الجنس الصادق بالكثير والقليل، و"رطبا ويابسا" حالان من القلوب، والعامل فيهما "كأن" لتضمنها معنى التشبيه، وكأنه قال: أشبه قلوب الطير رطبا ويابسا, وإنما لم يؤنث الحالين؛ لأن الضمير فيهما راجع للقلوب لا باعتبار الجمع، بل باعتبار البعض أي: حالة كون بعضها رطبا، وبعضها يابسا, ولا بد من هذا التنويع؛ لأن الرطوبة واليبوسة لا تجتمعان في محل واحد و"لدى وكرها" ظرف يحتمل أن يكون حالا من القلوب أو من الضمير المستتر في "رطبا ويابسا" العائد على البعض، ويحتمل غير ذلك، و"الوكر": عش الطائر و"العناب": حب أحمر مائل إلى الكدرة في حجم قلوب الطير الرطبة، و"الحشف": أردأ التمر في هيئة قلوب الطير اليابسة.

<<  <  ج: ص:  >  >>