للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[إيراد المسند إليه اسم موصول]

يؤتى بالمسند إليه اسم موصول لأسباب أهمها ما يأتي:

١- ألا يكون المخاطب عالما بالأمور المختصة١ بالمسند إليه سوى الصلة.

كأن ترى عند أحد أصدقائك رجلا ينشده شعرا، ولا عهد له به من قبل، فتقول له من الغد: "أين الذي كان عندك بالأمس ينشدك الشعر؟ " فالمخاطب لم يكن يعلم شيئا يتعلق بالمسند إليه سوى أنه كان عنده بالأمس ينشده شعرا, فأنت في هذه الحالة لا طريق لك إلى تعريف الرجل للمخاطب سوى هذه الصلة؛ لأنها هي المعلومة له.

وإنما خص المخاطب بعدم العلم بسوى الصلة، ولم يتعرضوا لصلة لم يكن للمتكلم وحده، أو مع المخاطب علم بغيرها؛ لأن الكلام حينئذ لا يكون فيه كبير فائدة غالبا٢ إذ لا يمكن الحكم من المتكلم إلا بالأحوال العامة، والحكم بها قليل الجدوى؛ لأن أغلب الناس لا يجهلونها, فمثال ما إذا كان المتكلم وحده لا يعلم شيئا غير الصلة قولك: "الذين زاروك أمس لا أعرفهم" فمقتضى كون المتكلم لا يعلم شيئا من أحوال المسند إليه سوى هذه الصلة ألا يكون له به سابق معرفة، فإذا أراد أن يحكم عليه بشيء، فلا يعدو حكمه ما سبق في المثال من أنه لا يعرفهم وهو -كما ترى-


١ المراد باختصاصها به عدم عمومها لغالب الناس لا عدم وجودها في غيره.
٢ وقد يكون فيه كبير فائدة كما في قولك: الذي ملك مصر يعظم أهل الدين, وكقولك: الذين في بلاد المغرب مخترعون، فليس من شك أن في مثل هذه الأخبار فائدة يعتد بها.

<<  <  ج: ص:  >  >>