للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المساواة والإيجاز والإطناب]

[مبحث المساواة]

...

[المساواة والإيجاز والإطناب]

كل ما يجيش بالصدر من المعاني يمكن أن يعبر عنه بطرق ثلاثة: المساواة والإيجاز والإطناب.

فمباحث هذا الباب حينئذ ثلاثة:

١- مبحث المساواة. ٢- مبحث الإيجاز. ٣- مبحث الإطناب.

وهاك تفصيل القول فيها على هذا الترتيب:

[مبحث المساواة]

المساواة: هي أن يؤدى المعنى المراد بعبارة مساوية له، لا تنقص عنه, ولا تزيد -حذوك النعل بالنعل- ويعرف ذلك: بأن تكون العبارة على الحد الذي جرى به عرف أوساط الناس في محاوراتهم, وهم الذين لم يرتقوا إلى درجة البلاغة، ولم ينحطوا إلى درجة الفهامة، فهؤلاء هم الذين يؤدون المعنى بعبارة، يدل كل جزء منها على معناه بالمطابقة, كما في قوله تعالى: {وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ} ، وكقوله تعالى: {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آَيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ} , وكقوله صلى الله عليه وسلم: "الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور مشتبهات" , فالمعنى في كل من الآيتين والحديث قد أدي بما يستحقه من التركيب، من غير نقص أو زيادة.

والمساواة: هي الحد الفاصل بين الإيجاز والإطناب، فما نقص عن هذا الحد -بدون إخلال- فإيجاز، وإن زاد عنه -لفائدة- فإطناب.

<<  <  ج: ص:  >  >>