١- أن يكون وجه الشبه فيه حسيا, أي: مدركا بالحس الظاهر، مفردا كان، أو مركبا، أو متعددا.
فالمفرد الحسي "كالإشراق" في قولك: "له وجه كالبدر"، و"كالملاسة" في قولك: "له خد كصفحة المرمر" و"كالطيب" في قولك: له عرف كأريج العنبر, إلى آخر ما تقدم من الأمثلة في الأمور الحسية.
والمركب الحسي يكون طرفاه مركبين، أو مفردين مقيدين، أو مختلفين؛ فالمركب ذو الطرفين المركبين كما في قول بشار السابق:
كأن مثار النقع فوق رءوسنا ... وأسيافنا ليل تهاوى كواكبه
فإن وجه الشبه فيه -على ما سبق- هو الهيئة الحاصلة من تساقط أجرام مشرقة، مستطيلة، متناسبة المقادير، متناثرة، في أثناء شيء مظلم، وهذه الهيئة حسية تدرك أجزاؤها بحاسة البصر, والطرفان مركبان -كما ترى- إذ لم يقصد تشبيه النقع بالليل، أو السيوف بالكواكب، بل قصد إلى تشبيه الهيئة بالهيئة كما سبق بيانه.
والمركب الحسي ذو الطرفين المقيدين, كما في قول قيس بن الخطيم:
وقد لاح في الصبح الثريا كما ترى ... كعنقود ملاحية حين نورا١
١ "الثريا": اسم لمجموعة من النجوم متقاربة على شكل خاص, و"الملاحية" بضم الميم وتخفيف اللام وقد تشدد كما هنا: عنب أبيض في حبه طول, ومعنى "نور" تفتح نوره, وقيل: معناه: أدرك وهو أظهر والإضافة بيانية.