للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[التقسيم الرابع]

ينقسم التشبيه باعتبار الوجه إلى قسمين: تمثيل, وغير تمثيل.

فالتمثيل: ما كان وجه الشبه فيه هيئة مركبة من عدة أمور, حسيًّا كان هذا الوجه أو عقليًّا. فمثال الحسي ما سبق في قول الشاعر:

والبدر في كبد السماء كدرهم ... ملقى على ديباجة زرقاء

فإن وجه الشبه "كما عرفت من قريب" هو الهيئة المركبة من عدة أمور, كلها مدرك بالحس. ومثله قول الشاعر:

وكأن أجرام النجوم لوامعًا ... درر نثرن على بساط أزرق

فوجه الشبه أيضًا هو الهيئة المركبة من صور بيض مشرقة، منثورة في رقعة مبسوطة زرقاء, وكلها أشياء حسية كما ترى. ومثال الوجه العقلي ما تقدم لك في قول الشاعر:

والمستجير بعمرو عند كربته ... كالمستجير من الرمضاء بالنار

فإن وجه الشبه "كما عرفت" هيئة مركبة من أمور عقلية في الالتجاء من الضار إلى ما هو أضر, مع الطمع في الانتفاع به. ومثله قوله تعالى في تشبيه حال اليهود بحال الحمار: {مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا} فإن وجه الشبه هيئة مركبة من أمور عقلية هي حرمان الانتفاع، بأبلغ نافع،

<<  <  ج: ص:  >  >>