للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[مبحث وجه الشبه]

[التقسيم الأول]

...

[مبحث وجه الشبه]

الوجه: هو المعنى الذي اشترك الطرفان فيه "كالجمال" في قولك: "سعدى كالبدر"، ومثل "السرعة" في قولك: "الجواد كالريح" فكل من الجمال والسرعة وجه شبه؛ لأنه المعنى الذي اشترك فيه الطرفان: "سعدى والبدر" في الأول، "والجواد والريح" في الثاني.

غير أنه يشترط أن يكون له مزيد اختصاص بالطرفين في قصد المتكلم ليفيد التشبيه فائدته؛ ولهذا ينبغي أن يكون وجه الشبه مقصودا للمتكلم, فليس كل معنى مشترك بين الطرفين "وجه شبه" ما لم يقصد جعله موضع اشتراك, وإلا فإن الطرفين قد يشتركان في كثير من المعاني كالحيوانية، والجسدية، والوجود، والحدوث، وغير ذلك، ومع ذلك لا يعد واحد منها وجه شبه اللهم إلا إذا قصد إليه المتكلم، واعتبره وجها للشبه بين الطرفين لغرض ما كالتفريع مثلا, كأن ترى إنسانا يقسو على آخر، ويحمله ما لا يطيق، فتقول له: "هذا مثلك فارحمه" تريد: مثلك في الحيوانية، أو الجسدية, فيكون لهذا الوجه حينئذ مزيد اختصاص وارتباط من حيث ذلك الغرض.

و"للتشبيه" باعتبار الوجه تقسيمات عدة:

[التقسيم الأول]

ينقسم بهذا الاعتبار إلى قسمين: تحقيقي، وتخييلي.

فالتحقيقي: ما يكون وجه الشبه فيه قائما بالطرفين حقيقة, كما تقول:

<<  <  ج: ص:  >  >>