للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[أحوال المسند]

[ذكر المسند]

...

[أحوال المسند]

المسند هو المحكوم به فعلًا كان، أو اسمًا وله كما للمسند إليه أحوال تعرض له: من ذكر، وحذف، وتعريف، وتنكير، وتقديم، وتأخير وغير ذلك، وهاك تفصيل ما ذكر على الترتيب المذكور.

[ذكر المسند]

يذكر المسند في الكلام لأمرين:

الأول: ما تقدم من الدواعي التي اقتضت ذكر المسند إليه ككون الذكر هو الأفضل، ولا مقتضى للعدول عنه كما تقول ابتداء: "زهير بن أبي سلمى شاعر" وكضعف التعويل على القرينة كقولك: "رأيك سديد، وحظك سعيد", فلو حذف "سعيد" ما دل عليه المذكور دلالة قاطعة, إذ يحتمل أن يكون الحظ عاثرًا، كما هو شأن الكثير من ذوي الآراء والعقول, وكالتعريض بغباوة السامع كما تقول: "محمد نبينا" في جواب من سأل: من نبيكم؟ فيذكر المسند مع علمه من قرينة السؤال، إشارة إلى أن المخاطب غبي، لا يفهم بالقرينة، بدليل أنه يسأل عن نبي هو أجل من يتوهم خفاؤه، وكالرد على المخاطب نحو: {قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ} بعد قوله: {مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ} ؟ أعاد ذكر المسند مع العلم به من السؤال، لأنه محط الإنكار إذ إن الخطاب مع من يذكر إعادة الإنسان بعد موته، وكغير ذلك من دواعي الذكر.

الثاني: تعيين أنه فعل، فيفيد التجدد والحدوث، أو اسم، فيفيد الثبوت والدوام, فإذا لم يذكر احتمل أن يكون فعلًا، وأن يكون اسمًا، فلم يتبين المراد, مثال الأول قولك: "محمد يكتب" فتذكر المسند ليتعين أنه "فعل" فيفيد أن الكتابة ليست لازمة له، ولا وصفًا فيه, ومثال الثاني قولك: "محمد كاتب" فتذكر المسند ليتعين أنه "اسم" فيفيد أن الكتابة ثابتة له على الدوام، وأنها صفة من صفاته.

<<  <  ج: ص:  >  >>