للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[مبحث أغراض التشبيه]

أغراض التشبيه: هي البواعث التي تحمل المتكلم على أن يعقد شبها بين شيئين, وهي على ضربين:

١- ما يعود على المشبه, وهو الأكثر.

٢- ما يعود على المشبه به.

الأغراض التي تعود على المشبه, وهي سبعة:

الاول: بيان حال المشبه, إذا كان المخاطب يجهل حال ذلك المشبه, ويريد أن يعرف حاله أي: وصفه الذي هو عليه، فيلحق بمشبه به معروف لدى المخاطب بيانًا لهذه الحال؛ كقول امرئ القيس السابق:

كأن قلوب الطير رطبًا ويابسًا ... لدى وكرها العناب والحشف البالي

شبه الرطب من قلوب الطير، واليابس منها بالعناب، والحشف البالي بيانًا لما فيها من الأوصاف كالشكل، والمقدار، واللون. وكما في تشبيه ثوب بآخر في بياضه أو سواده, أو نحو ذلك.

وينبغي لتحقيق هذا الغرض أن يكون المشبه به معروفا عند المخاطب بوجه الشبه؛ لأن الغرض تعريف حال المشبه المجهول للمخاطب, فلو لم يكن المشبه به معروفًا لدى المخاطب من قبل للزم تعريف المجهول بالمجهول.

وليس بلازم هنا أن يكون المشبه به أتم وأقوى في وجه الشبه من المشبه وإن كان الشأن فيه ذلك؛ لأن المخاطب إنما يجهل حال المشبه، ويريد مجرد تصورها, وهذا يكفي فيه أن يكون المشبه به معروفًا بوجه الشبه عند المخاطب. فإذا قيل: ما لون ثوبك الذي اشتريته؟ فقلت: كهذا الثوب في سواده مثلًا, فقد تم الغرض؛ ولا يتوقف على كون هذا الثوب أتم من الثوب المشترى في سواده؛ لأن ذلك زائد على المطلوب.

الثاني: بيان مقدار حال المشبه من القوة والضعف, وذلك إذا كان المخاطب يعلم

<<  <  ج: ص:  >  >>