للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[تمهيد بنشأة العلوم البلاغة وتدرجها]

...

تمهيد بنشأة علوم البلاغة وتدرجها:

وإلمامة ببعض أمهات الكتب المؤلفة فيها، والتعريف بالخطيب القزويني، وبسعد الدين التفتازاني:

اقتضت حكمة الله تعالى أن يجعل لكل أمة لغة تتفاهم بها، ولسانا تؤدي به مطالبها. قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ} . وكان من سنته أن جعل بين الأمة ولغتها صلة في الرفعة والانحطاط، والموت والحياة، تلك سنة الله في خلقه.

وإذا كان لسان المرء أحد أصغريه المقومين له، ونصفه المنضم إلى فؤاده ليكونا وحدته، فالأمة كذلك لسانها أحد أصغريها، ونصفها المتمم لوجودها.

ومن ثم ندرك سر عناية الأمم بلغاتها، ونشاطها في ذيوعها. وإن فيما تفعله الأمم القوية بين أظهرنا -من نشر لغاتها، وفتح دور العلم، وتشجيع الناس ببذل الجوائز والهدايا على الإقبال عليها- لشاهدا ناطقا بأن اللغة عنوان الأمة، وبأن رقيها وامتداد ظلها رقي للأمة، وامتداد لسلطانها.

على هذه السنة أرسل الله نبيه الكريم إلى الناس بلسان عربي مبين، وأنزل عليه بهذا اللسان كتابا يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم، فدعا الناس إلى توحيد الله تعالى، والعمل بشريعته، فآمن به من هداهم الله بنوره من العرب وغير العرب، وتكون من هؤلاء جميعا تلك الأمة المحمدية التي ربط بعضها ببعض ذلك الدين الذي ارتضاه

<<  <  ج: ص:  >  >>