للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[مبحث الكناية]

[مدخل]

...

[مبحث الكناية]

تعريفها: هي -في اللغة- أن تتكلم بالشيء، وتريد غيره, وهي مصدر كنيت عن كذا بكذا، إذا تركت التصريح به, وبابه رمى يرمي، وورد كنوت بكذا عن كذا، من باب دعا يدعو، وقد أنشد الجوهري:

وإني لأكنو عن قدور١ بغيرها ... وأعرب أحيانا بها وأصارح

والأول أفصح، بدليل قولهم في المصدر: "كناية" ولم يسمع كناوة.

وهي -في الاصطلاح- لفظ أطلق، وأريد به: لازم معناه الحقيقي, مع جواز إرادة هذا المعنى، مع المعنى المراد.

ففي التعريف قيدان:

١- إرادة لازم٢ المعنى الحقيقي.

٢- جواز إرادة هذا المعنى، مع المعنى الكنائي.

وبالقيد الأول: يخرج اللفظ الذي أريد به معناه الحقيقي، وهو الحقيقة الصرفة كالأسد، مرادا به, الحيوان المفترس.

وبالقيد الثاني يخرج المجاز، إذ لا يجوز فيه إرادة المعنى الحقيقي، مع المعنى المجازي لاشتراطنا في قرينته: أن تكون مانعة من إرادة المعنى الحقيقي. كما تقول: "كلمني أسد" فلا يجوز هنا أن يراد: الحيوان المفترس؛ لأن فيه قرينة تمنع من ذلك، هي قوله: "كلمني" إذ إن الكلام من شأن الإنسان، لا من شأن الأسود, وهذا هو مدار الفرق بين الكناية والمجاز.

ومن هنا يعلم: أن الكناية واسطة بين الحقيقة والمجاز، فهي ليست حقيقة.


١ بفتح القاف اسم امرأة.
٢ المراد باللزوم: مطلق ارتباط ولو بعرف لا الزوم العقلي.

<<  <  ج: ص:  >  >>