للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثالث والرابع من أحوال الإسناد الخبري, الحقيقة العقلية, والمجاز العقلي ١:

وإنما ذكرا في علم المعاني، مع أنهما من مباحث علم البيان تتميما لذكر الأحوال التي تعرض للإسناد.

الحقيقة العقلية, هي إسناد الفعل، أو ما يدل على معنى الفعل٢ إلى شيء٣ بني الفعل، أو ما يدل على معناه له٤ عند المتكلم فيما يؤخذ من ظاهر حاله٥.


١ شرط الخطيب القزويني -على ما سيأتي في تعريفي الحقيقة والمجاز العقليين- أن يكون المسند فيهما هو الفعل، أو ما في معناه من سائر المشتقات، وأن يكون المسند إليه الفاعل، أو نائبه لا غير، وبغير ما ذكرنا لا يكون حقيقة ولا مجازا عنده كإسناد الخبر إلى المبتدأ سواء كان الخبر مشتقا كما في إسناد كاتب إلى محمد في قولك: "محمد كاتب"، أو كان الخبر جامدا كما في إسناد "جسم" إلى حيوان في نحو: "الحيوان جسم", فالإسنادان المذكوران ليسا حقيقة ولا مجازا عنده, أما عند السكاكي فالإسناد منحصر فيهما حيث عرف كلا منهما بأنه إسناد الشيء إلخ. والشيء أعم من أن يكون فعلا أو ما في معناه، أو أن يكون خبرا, مشتقا أو جامدا كما رأيت.
٢ المراد بالفعل المعنى المصطلح عليه، والمراد بما يدل على معناه ما يدل تضمنا كالمصدر واسم الفاعل واسم المفعول، والصفة المشبهة، واسم التفضيل، والظرف المستقر فإن هذه الأشياء إنما تدل على جزء معنى الفعل وهو الحدث لا على تمام معناه وإلا كانت أفعالا.
٣ المراد بالشيء الفاعل فيما بني للفاعل ونائب الفاعل فيما بني له ولا ثالث لهما عند الخطيب.
٤ معنى كونه "له": أن معناه قائم به مطلق قيام, سواء صدر عنه باختياره كنحو كتب وشعر أو بغيره كمرض وشفي.
٥ فالتعريف المذكور شامل لما فيه سلب، فيقدر فيه أن الإثبات كان قبل النفي, ففي قولنا: ما محمد شاعرا، يقدر فيه أن الشعر كان مسندا إلى محمد، ثم نفي عنه.

<<  <  ج: ص:  >  >>