للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الاستعارة]

[مدخل]

...

[الاستعارة]

تعريفها: هي اللفظ المستعمل في غير المعنى الذي وضع له، لعلاقة المشابهة، مع

قرينة مانعة من أن يكون المراد: المعنى الأصلي١ كماتراه في قول زهير بن أبي سلمى:

لدى أسد شاكي السلاح مقذف ... له لبد أظفاره لم تقلم٢

يريد: أنا عند أسد، أي رجل جرئ مقدام شبهة بالأسد في الجرأة، ثم استعار له اللفظ- ومثله قول المتنبي، وقد قابله الممدوح وعاتقه:

ولم أر قبلي من مشى البحر نحوه ... ولا رجلا قامت تعانقه الأسد

يشبه ممدوحه بالبحر في الكرم، وبالأسد في الجرأة، ثم استعار له لفظيهما.

طريقة إجرائها: أن يقال في نحو هذين المثالين: شبه الرجل الكريم بالبحر في الفيض، ثم تنوسى التشبيه، وادعى أن المشبه فرد من أفراد المشبه به، وداخل في جنسه مبالغة، ثم استعير لفظ المشبه به، وهو "البحر" للمشبه. وأطلق عليه باعتباره أحد أفراد "البحر"- ويقال له في المثال الثاني: شبه الرجل الجرئ بالأسد في الجرأة والإقدام، ثم تنوسى التشبيه، إلى آخر ما ذكرنا في المثال الأول- وهكذا يقال في كل استعارة.

أركان الاستعارة: هي- كما يؤخذ من التعريف بالمعنى المصدري- ثلاثة:


١ هذا التعريف بالمعنى الاسمي، وهو المشهور، وقد تطلق بالمعنى المصدري، وهو فعل المتكلم، فيقال هي استعمال اللفظ في غير المعنى الخ- ومن هنا صح الاشتقاق فيقال المشبه به مستعار منه، والمشبه مستعار له واللفظ مستعار والمتكلم مستعير.
٢ شاكي السلاح تامه "ومقذف" بصيغة اسم المفعول أي المقذوف باللحم، أو المقذوف به في المعارك، و"اللبد" على زنة عنب: الشعر المتكاثف على نصف الأسد الأعلى.

<<  <  ج: ص:  >  >>