للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المجاز المركب]

[الاستعارة التمثيلية]

...

[المجاز المركب]

قلنا: إن المجاز في اللفظ على نوعين: مفرد، ومركب, وقد فرغنا من الكلام في المفرد وهاك بيان المجاز المركب.

تعريفه: هو اللفظ المركب المستعمل في غير المعنى الذي وضع له؛ لعلاقة بين المعنى الأول والثاني، مع قرينة مانعة من إرادة المعنى الأول.

وينقسم باعتبار هذه العلاقة إلى قسمين: استعارة تمثيلية, ومجاز مرسل.

[الاستعارة التمثيلية]

هي ما يكون كل من الطرفين فيها هيئة منتزعة من متعدد، والعلاقة بينهما المشابهة كما تقدم في التشبيهات المركبة أي: في الهيئات المنتزعة من متعدد, إذا استعير فيها لفظ المشبه به للمشبه, كما في قوله تعالى: {فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ} وحقيقة الكلام: فتركوا الميثاق، ولم يعتدوا به إهمالًا لأمره, وتهوينًا من شأنه.

وإجراء الاستعارة فيه أن يقال: شبهت هيئة من أخذ عليهم الميثاق فأهملوه, ولم يراعوه بهيئة من كان معه شيء لا يهمه، ولا قيمة له عنده، فطرحه وراء ظهره, والجامع بينهما الهيئة الحاصلة من شيء يهمل احتقارًا لشأنه ثم استعير المركب الموضوع للمشبه به للمشبه، بعد تناسي التشبيه وادعاء الاتحاد على سبيل الاستعارة التمثيلية، والقرينة حالية؛ لأن التاركين للميثاق لم يطرحوا شيئًا وراء الظهور حقيقة، فحالتهم على غير ما يفيده هذا التركيب وضعًا. وكقولهم في المتردد في أمره المتحير: أراك تقدم وجلًا, وتؤخر

<<  <  ج: ص:  >  >>