للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[القول بدلالة اللفظ لذاته]

اعلم أن ما ذكر من أن دلالة اللفظ على المعنى إنما تكون بالوضع, والتعيين هو ما عليه المحققون، وكون الواضع هو الله "سبحانه" بطريق الوحي، أو الواضع هو البشر بحث ليس هنا محله.

وذهب بعضهم١ إلى أن دلالة اللفظ على معناه لا تحتاج إلى وضع وتعيين، بل هو أمر ذاتي؛ بمعنى أن بين اللفظ والمعنى علاقة ذاتية طبيعية ربطت بينهما، واقتضت دلالة اللفظ على معناه, فكل من سمع اللفظ فهم المعنى بهذه العلاقة الذاتية, وحجة صاحب هذا الرأي أمران:

١- وجود العلاقة الذاتية بين كثير من الألفاظ ومعانيها؛ فلفظ "العواء" بالضم إنما دل على صوت الذئب؛ لما بين الدالّ والمدلول


١ هو عباد بن سليمان الصيمري, من المعتزلة.

<<  <  ج: ص:  >  >>