قلنا -فيما سبق- أن المجاز على نوعين: مفرد ومركب، وقد فرغنا من الكلام في المفرد، وهاك بيان المجاز المركب.
تعريفه: هو ما ذهب إليه أعلام البيان, اللفظ المركب المستعمل فيما شبه بمعناه الأصل، تشبيه تمثيل مبالغة.
ومقتضى هذا التعريف: أن المجاز المركب عندهم لا يجري في غير الاستعارة, غير أن القياس لا يمنع أن يجري في غيرها، كالجمل الخبرية المقصود بها: معنى إنشائي كما في قول الشاعر:
مضت الليالي البيض في زمن الصبا ... وأتى المشيب بكل يوم أسود
وإذن فمقتضى القياس: أن يعرف المجاز المركب: بأنه اللفظ المركب المستعمل في غير ما وضع له لعلاقة بين المعنى الحقيقي والمجازي. مع قرينة مانعة من إرادة المعنى الأصلي -وهو- باعتبار هذه العلاقة نوعان:
١- مجاز مركب علاقته المشابهة, ويسمى:"تمثيلا"١، واستعارة تمثيلية.
٢- مجاز مركب علاقته غير المشابهة, ويسمى مجازا مركبا مرسلا.
١ إذا أطلق لفظ التمثيل انصرف إلى الاستعارة التمثيلية، فإذا أريد التشبيه ذو الوجه المركب قيل تشبيه التمثيل، أو تشبيه تمثيلي.