للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقول الشاعر: إذا حان الأجل عجزت عنده الحيل، ولا مرد لقضاء الله.

وإجراؤها أن يقال: شبهت المنية بالأسد في اغتيال النفوس, ثم استعير في النفس لفظ الأسد "للمنية" بعد تناسي التشبيه، وادعاء أن المشبه فرد من أفراد المشبه به ثم قدر حذفه، ودل عليه بذكر لازمه وهو "الأظفار" على سبيل الاستعارة المكنية, وكقول الشاعر:

وإذا العناية لاحظتك عيونها ... نم فالمخاوف كلهن أمان

يقول: إذا حاطك الله بعنايته، وكلأك بعين رعايته كنت بمأمن من كل سوء, وفي حصانة من كل شر.

وإجراؤها بالقياس على ما تقدم أن يقال: شبهت العناية بإنسان في الانتفاع, ثم استعير في النفس لفظ "إنسان" للعناية بعد التناسي والادعاء المعروفين، ثم قدر حذفه، ودل عليه بذكر لازمه وهو "العيون" على سبيل الاستعارة المكنية، وكقول الشاعر المتقدم:

ولئن نطقت بشكر برك مفصحًا ... فلسان حالي بالشكاية أنطق

والاستعارة في لفظ "حالي" شبه الحال بإنسان ناطق في الدلالة على المقصود, ثم استعير في النفس لفظ "إنسان" للحال، بعد التناسي والادعاء، ثم دل عليه بعد تقدير حذفه بذكر لازمه, وهو "اللسان" على سبيل الاستعارة المكنية.

ففي هذه الأمثلة الثلاثة حذف لفظ المشبه به، وكني عن مدلوله بذكر لازمه، ثم أثبت هذا اللازم للمشبه المذكور، وكل ما كان من هذا القبيل ففيه استعارة مكنية.

"ففي المثال الأول" حذف لفظ المشبه به وهو "الأسد" وبقي المشبه وهو "المنية" وكني عن المشبه به بذكر لازمه وهو "الأظفار" ثم أثبت هذا اللازم للمنية، فقيل: "أظفارها".

"وفي المثال الثاني" حذف لفظ المشبه به, وهو "الإنسان وبقي المشبه" وهو

<<  <  ج: ص:  >  >>