للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والجامع التصرف في كل، ثم استعير الإنفاق للإفناء واشتق منه "أنفق" بمعنى أفنى, والقرينة استحالة وقوع الإنفاق بالمعنى المعروف على العمر. ويصح أن يكون في لفظ "العمر" استعارة مكنية أصلية مرشحة شبه "العمر" بالمال, والجامع الانتفاع في كل، واستعير المال للعمر ثم حذف ودل عليه بلازمه وهو "أنفق" والقرينة إثبات الإنفاق الذي هو من ملائمات المال للعمر، وكل من "وصولا ومنفق" ترشيح للاستعارتين.

تمرين على هذا السؤال يطلب جوابه:

بين نوع الاستعارة وقرينتها والجامع فيما يأتي:

أصون عرضي بمالي، لا أدنسه ... لا بارك الله بعد العرض في المال

إذا المرء لم يبن افتخارًا لنفسه ... تضايق عنه ما بنته جدوده

ازرع جميلًا ولو في غير موضعه ... فلا يضيع جميل أينما زرعا

سقاه الردى سيف إذا سل أو مضت ... إليه ثنايا الموت من كل مرقب

أضاءت لهم أحسابهم ووجوههم ... دجى الليل حتى نظم الجذع ثاقبه

وما الموت بين الناس إلا مهند ... بكف المنايا والنفوس له غمد

لقد نبتت في القلب منك محبة ... كما نبتت في الراحتين الأصابع

ما مات من كرم الزمان فإنه ... يحيا لدى يحيى بن عبد الله

إذا أراد الله نشر فضيلة ... طويت أتاح لها لسان حسود

أعلل النفس بالآمال أرقبها ... ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل

يابن النجوم الغر من آل هاشم. رشفت الأدب من بحر لا يسبر غوره١. اكفهر٢ وجه السماء.. {وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ} . أنت في رغد٣ من العيش. الهجر أقتل لي مما أراقبه. إذا غرست جميلًا فاسقه غدقًا٤. رأيت بالمسجد بحرًا يعظ الناس. {يَنْقُضُونَ ١ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ} . محمد قتل الإجرام، وأحيا السلام.


١ "السبر" امتحان عمق الشيء, و"الغور": القعر, والمعنى: لا يدرك عمقه.
٢ اغبر وتغير.
٣ في سعة وبسط.
٤ الغدق: الماء الكثير.

<<  <  ج: ص:  >  >>