للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تكون لغير "علي" لأن الغرض تخصيصها "بمحمد" بالنسبة "لعلي" فقط وسمي هذا القصر إضافيا، لأن القصر فيه بالإضافة إلى شيء معين كما رأيت.

تنبيه:

يعلم مما تقدم أن القصر الحقيقي الإدعائي، والقصر الإضافة يشتركان في أمر، ويفترقان في آخر يشتركان في أن المقصور فيهما لا يختص بالمقصور عليه في الواقع، بل يوجد فيه وفي غيره كما تقول: "ما كاتب إلا محمد، فإن الكتابة غير مختصة بمحمد في القصرين أما في الحقيقي الادعائي فلأن الغرض فيه: تخصيص الكتابة بمحمد، مع وجودها في غيره، وافتراضها في حكم المعدوم, وأما في الإضافي فلأن الغرض فيه، تخصيص الكتابة "بمحمد" بالنسبة إلى شخص معين كعلي مثلًا، لا بالنسبة لكل من عدا المقصور عليه, ويفترقان في أن الحقيقي الادعائي روعي فيه نفي الحكم عما عدا المقصور عليه، باعتبار أن ما عداه في حكم المعدوم مبالغة وأن الإضافي يراعى فيه نفس الحكم عن شيء معين لا عن كل ما عدا المقصور عليه كما في المثال المذكور فإن الحقيقي الادعائي روعي فيه نفي الكناية عن غير "محمد" من اشتركوا معه فيها، باعتبارهم في حكم المعدول، وأن الإضافي روعي فيه نفي الكتابة عن "علي" فقط، ولم يتعرض فيه لنفي الكتابة عن غير "علي" فوضح ما بين القصرين من اتفاق وافتراق. ا. هـ.

تقسيم القصر باعتبار حال المقصور:

يقسم القصر "بنوعيه" باعتبار حال المقصور إلى قسمين قصر صفة١ على موصوف، وقصر موصوف على صفة, والفرق بينهما أن الأول يكون بتقديمه الصفة على الموصوف كما تقول: "ما شاعر إلا علي". والثاني يكون بتقديم الموصوف على الصفة كما تقول "ما علي إلا شاعر"٢.


١ المراد بالصفة هنا: الصفة المعنوية وهي المعنى القائم بالغير المقابل للذات سواء دل عليه بلفظ النعت النحوي كقائم, أو بغيره كالفعل ونحوه من ظرف أو جار ومجرور مثل: ما يقوم إلا محمد، وما عندي إلا علي، وما في الدار إلا خالد.
٢ هذا إذا لم يكن القصر من طريق التقديم فإن كان منه اختلف الحال ففي نحو: "مصري أنا" قصر موصوف على صفة مع تأخير الموصوف، وفي نحو "إياك نعبد" قصر صفة على موصوف مع تأخير الصفة على ما سيأتي.

<<  <  ج: ص:  >  >>