للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٧- الإباحة: إذا استعملت الصيغة، حيث توهم المخاطب عدم جواز الإتيان بالشيء كقوله تعالى: {كُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ} فالمراد بهذا الأمر، بيان حكم الأكل والشرب وأنه مباح لا حظر فيه.

٨- التسوية بين الشيئين: إذا استعملت الصيغة في مقام توهم المخاطب فيه أرجحية أحد الطرفين المتساويين كقوله تعالى: {اصْبِرُوا أَوْ لَا تَصْبِرُوا} وكقوله تعالى: {أَنْفِقُوا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا لَنْ يُتَقَبَّلَ مِنْكُمْ} .

٩- التمني: إذا استعملت الصيغة في معنى لا طماعية في حصوله كقول الشاعر الجاهلي:

ألا أيها الليل الطويل ألا انجلي ... بصبح وما الإصباح منك بأمثل

فليس الليل مما يوجه إليه أمر أو نهي، وإنما الشاعر يشكو من طول ليله، ويود لو ينبلج الصبح ليتخلص من هموم الليل والألم والسهر.

١٠- الامتنان: نحو: {كُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ} ، يريد "سبحانه" أن يمتنّ علينا بما منحنا من نعمه وآلائه.

١١- الإكرام: كقوله تعالى: {ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آَمِنِينَ} فليس المراد: الأمر بالدخول لحصوله وقتئذ، وإنما الغرض: إظهار إكرامهم وأنهم يستحقون هذا النعيم بما قدموا من خير.

١٢- الدوام: كقوله تعالى: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} ، وكقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا آَمِنُوا} فليس المراد: الأمر بالهداية والإيمان لأنهما حاصلان إنما الغرض الدوام عليهما.

١٣- الإذن: كقولك لمن طرق الباب: "ادخل" تريد الإذن له بالدخول.

١٤- الإرشاد والاعتبار: فالأول كقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ} يريد: إرشادنا إلى ما ينبغي، من تدوين ما يجرى بيننا من معاملات تفاديا لما عسى أن يقع من نزاع, والثاني كقوله تعالى: {انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ} , فليس المراد: مجرد الأمر بالنظر إلى الثمر، وإنما الغرض: لفت النظر إلى ما في قدرة الله تعالى من إبداع ليعتبروا ... إلى غير ذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>