للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإن كان التصرف في الإسناد بأن أسند اللفظ إلى غير ما حقه أن يسند إليه, سمي "مجازًا عقليًّا" وإن كان التصرف في اللفظ ذاته, مفردًا كان أو مركبًا, بأن نقل من معناه الموضوع له إلى معنى آخر, فإن كانت العلاقة بين المعنيين المشابهة سمي اللفظ المفرد "استعارة" فحسب، وسمي المركب "استعارة تمثيلية" بشرط وجود القرينة المانعة فيهما كما سيأتي بيانه بعد. وإن كانت العلاقة غير المشابهة سمي اللفظ "مجازًا مرسلًا" مفردًا كان أو مركبًا, وإن كانت القرينة غير مانعة من إرادة المعنى الأصل سمي اللفظ "كناية" وسيأتي كل ذلك مفصلًا في أبوابه. وإلى هنا وضح لك وجه تقسيم اللفظ إلى: حقيقة ومجاز وكناية.

وإذ قد علمت: أن العلاقة بين المعنيين في الاستعارة هي المشابهة، وجب التعرض أولًا لبحث التشبيه؛ إذ هو منها بمثابة الأساس من البناء، أو بمنزلة الأصل من الفرع.

<<  <  ج: ص:  >  >>