للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عواصف الرياح كأن لم يكن, ووجه الشبه هو الهيئة الحاصلة من حسن وبهجة وهناء، يعقبه تلف وشقاء وفناء, فأنت ترى أن المشبه به لم يَلِ الكاف؛ لأنه "الهيئة الحاصلة" لكن وليها شيء يتعلق به وهو "الماء" إذ هو أحد أجزاء الهيئة المذكورة.

والأصل في "كأن" الدالة على التشبيه أن يليها المشبه "عكس الكاف وأخواتها" تقول: "كأن عنترة أسد" فعنترة هو المشبه. وقد ولي "كأن" ويقول الله تعالى: {كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ} فضمير النسوة هو المشبه, وما بعده هو المشبه به.

ومثل "كأن" في هذا لحكم كل ما له معمولان من الأفعال, أو الأصناف المفيدة لمعنى التشبيه تقول: ماثل أو يماثل خالد أسدا، وشابه أو يشابه علي حاتمًا, وحاكى أو يحاكي شوقي أبا الطيب, فالذي ولي الأفعال في هذه المثل هو "المشبه". وتقول: خالد ماثل أو يماثل الأسد, وعلي شابه أو يشابه حاتمًا, وشوقي حاكى أو يحاكي أبا الطيب. وتقول: خالد مماثل أسدًا، وعلي مشابه أو مشبه حاتمًا، وشوقي محاك أو مضاهٍ أبا الطيب، فالضمائر المستكنة في هذه الأفعال أو الأوصاف هي "المشبهات" وقد وليتها؛ لأنها فواعل والفاعل مرتبته بعد الفعل، كما عرفته في محله.

<<  <  ج: ص:  >  >>