للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"الأمير" فتحذفه لتعينه ادعاء، وأنه لا يتصف بذلك أحد من رعاياه, وإنما كان تعينه ادعائيا؛ لأنه يمكن غيره من أفراد شعبه أن يبذل ذلك.

١١- المحافظة على وزن، أو سجع، أو قافية, مثال الأول قول الشاعر:

على أنني راض بأن أحمل الهوى ... وأخلص منه لا علي ولا ليا

أي لا علي شيء، ولا لي شيء. حذف المسند إليه فيهما، وهو لفظ "شيء" لأن في ذكره إفسادا لوزن البيت, ومثله قول الشاعر المتقدم: قال لي كيف أنت قلت عليل ... لم يقل أنا عليل محافظة على الوزن, ومثال الثاني قولهم: "من طابت سريرته حمدت سيرته" أي: حمد الناس سيرته، فحذف المسند إليه١، وهو "الناس"، محافظة على السجع المستلزم رفع الفاصلة٢ من الفقرة الثانية، وهي قوله: "سيرته" إذ لو ذكر المسند إليه لكانت الأولى مرفوعة، والثانية منصوبة, ومثله قولهم: "من كرم أصله وصل حبله" أي: وصل الناس حبله، فحذف المسند إليه محافظة على السجع على نحو ما سبق, ومثال الثالث قول لبيد:

وما المرء والأهلون إلا ودائع ... ولا بد يوما أن ترد الودائع

أي: أن يرد الناس الودائع، فحذف المسند إليه وهو لفظ "الناس" للمحافظة على القافية، ولولاه لاختلفت لصيرورتها مرفوعة في الشطر الأول، منصوبة في الثاني, ومثله قول الشاعر:

قد قال عذول مناك أتى ... فأجبت وقلت كذبت متى

فقال حبيبك ذو خفر ... وكبير السن فقلت فتى

فالمسند إليه في البيتين محذوف محافظة على القافية تقديره متى الإتيان وهو فتى٣.


١ المراد بالمسند إليه الأصلي الذي هو الفاعل, وهذا لا ينافي أن نائب الفاعل مسند إليه أيضا.
٢ هي الكلمة الأخيرة من جملة مقارنة لأخرى.
٣ وفي مثل هذا محافظة على الوزن إلا أنه غير مقصود، وفرق بين الحاصل قصدا والحاصل من غير قصد.

<<  <  ج: ص:  >  >>