لكون سجينا والحبيب راحل، ولفظ البيت خبر، ومعناه إنشاء التحسر على بعد حبيبه.
٢- تضمن١ الإضافة تعظيما لشأن المضاف، أو المضاف إليه، أو غيرهما, فمثال ما فيه تعظيم المضاف قولك:"حاجب رئيس الوزراء قادم" ففي الإضافة تعظيم للحاجب بأنه حاجب رئيس الوزراء, ومنه قوله تعالى:{إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ} ففيه تعظيم لشأن العباد بأنهم عباد الله سبحانه, ومنه في غير المسند إليه قول الشاعر:
لا تدعني إلا "بيا عبدها ... فإنه أشرف أسمائي
ومثال ما فيه تعظيم المضاف إليه قولك: "سيارتي في انتظاري" ففي الإضافة تعظيم للمتكلم المضاف إليه بأن له سيارة, ومثال ما فيه تعظيم غير المضاف والمضاف إليه قولك: "سكرتير رئيس مجلس الوزراء زارني" ففي الإضافة تعظيم للمتكلم, وهو غير المسند إليه المضاف، وغير ما أضيف إليه المسند إليه, وفيه أيضا تعظيم للمضاف ولكنه غير مقصود.
٣- تضمن الإضافة تحقيرا لشأن المضاف، أو المضاف إليه، أو غيرهما, فمثال الأول قولك: "أخو اللص قادم"، ففي الإضافة تحقير للمسند إليه المضاف بأنه أخو اللص, ومثال الثاني قولك: "رفيق عمرو لص" ففيه تحقير المضاف إليه بأن رفيقه لص, ومثال الثالث قولك: "ولد اللص يجالس عمرا" ففيه إهانة وتحقير لشأن عمرو بأن ولد اللص من جلسائه، وعمرو غير المسند إليه المضاف، وغير ما أضيف إليه المسند إليه، وفيه أيضا تحقير للمضاف ولكنه غير مراد للمتكلم.
٤- إغناؤها عن تفصيل متعذر أو متعسر, فمثال المتعذر تفصيله
١ قيل إن هذا التضمن قد يوجد في غير صورة الإضافة كما في قولك: السيارة التي لي في انتظاري، وكما في نحو: الذي يرافقه عمرو لص، فالإضافة إذًا لا تترجح على غيرها من الطرق بإفادة التضمن المذكور إلا بمراعاة الاختصار, والرد على هذا ما سبق من أنه لا يشترط في النكتة أن تكون مختصة بالطريق المؤدية إليها ولا أن تكون بها أولى بل يكفي مجرد المناسبة بينهما وإن أمكن تأدية النكتة من طريق آخر.