للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أصلا انتزع منه بحر -ففي المثالين تشبيه ضمني مضمر في النفس والمنتزع فيهما غير المتنزع منه١.

أما عدم اعتبار الاستعارة من التشبيه الاصطلاحي فلخلوها من ذكر أحد الطرفين وهو المشبه "في الاستعارة التحقيقية" نحو: "أقبل الأسد شاكي السلاح"- والمشبه به "في الاستعارة المكنية" نحو: "عين العناية ترعاك" على ما سيأتي بيانه- ولخلوها أيضا من ذكر الأداة لفظا وتقديرا".

وأما عدم اعتبار التجريد المذكور تشبيها اصطلاحيا فلعدم ذكر الطرفين على وجه ينبئ عن التشبيه، ولخلوه أيضا من أداته في اللفظ والتقدير٢.

فكلاهما ليس من التشبيه الاصطلاحي في شيء -ويمكن الاحتراز عنهما بقولنا في التعريف. بإحدى أدوات التشبيه لفظا أو تقديرا.


١ أما بعضها الآخر، وهو ما كان المنتزع عين المنتزع منه فليس داخلا في التشبيه أصلا لعدم دلالته على المشاركة كما في قوله تعالى: "لهم فيها دار الخلد" فقد انتزعت دار الخلد من جهنم، وهي عين دار الخلد لأشبيهة بها.
ومثله: في قولهم لي من فلان صديق حميم، فقد جرد من فلان صديق حميم وكلاهما عين الآخر لا شبيه به.
٢ قيل: هو تشبيه حقيقة لذكر الطرفين فيه إذ يمكن التحويل فيه إلى هيئة التشبيه أولا قصد التجريد وسيأتي أن التحقيق خلافه.

<<  <  ج: ص:  >  >>