للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في قولك: "له خد كصفحة المرمر"، و"كالطيب" في قولك: "له عرف كريح العنبر"- إلىآخر ما تقدم من الأمثلة في الأمور الحسية.

والمركب الحسي: يكون طرفاه مركبين، أو مفردين مقيدين، أو مختلفين.

فالمركب الحسي ذو الطرفين المركبين: كما في بيت بشار: كأن مثار النقع الخ. فإن وجه الشبه فيه -على ما سبق- هو الهيئة الحاصلة من تساقط أجرام مشرقة، مستطيلة، مناسبة المقادير متناثرة في جوانب شيء مظلم؟ وهذه الهيئة حسية، تدرك أجزاؤها بحاسة البصر. والطرفان مركبان -كما ترى- إذ لم يقصد: تشبيه النقع بالليل، أو السيوف بالكواكب، بل المقصود: تشبيه الهيئة بالهيئة- كما سبق بيانه- وكما في بيت أبي طارق:

وكأن أجرام النجوم لوامعا ... درر نثرن على بساط أزرق

فإن وجه الشبه فيه: الهيئة الحاصلة من أجرام متأنقة، مستديرة صغار المقادير في مرأى العين متناثرة على سطح جسم أزرق. صافي الزرقة- وهذه الهيئة أيضا حسية، تدرك أجزاؤها بحاسة البصر- والطرفان مركبان إذ المقصود: تشبيه هيئة النجوم اللوامع في أديم السماء: بهيئة الدرر المنثورة على بساط أزرق- وليس الغرض كما علمت: تشبيه الدرر بالنجوم، أو السماء بالبساط الأزرق.

والمركب الحسي ذو الطرفين المقيدين كما في قول الشاعر:

وقد لاح في الصبح الثريا كما ترى ... كعنقود ملاحية حين نورا١


١ "الثريا" اسم المجموعة النجوم متقاربة على وضع خاص، "الملاحية" بضم الميم وتخفيف اللام وقد تشدد كما هنا. عنب أبيض في حبه طول، ومعنى "نور" تفتح نوره، والمراد: أدرك نضجه. وإضافة عنقود إلى ملاحية بيانية، وقوله كما ترى يريد به، أن التشبيه حسب مرأى العين، لا بحسب الواقع فالكاف فيه بمعنى "علي".

<<  <  ج: ص:  >  >>