للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فيجريه على لسانه أولًا، ويجعله حينئذ مشبهًا, فإذا كان يتحدث مثلًا عن الليل يتألق فيه بياض الصبح، صح أن يشبه ذلك بجواد أدهم ذي غرة, كما في قول الشاعر العربي:

والصبح في طرة ليل مسفر ... كأنه غرة مهر أشقر١

وإذا شغف بحب فرسه الدهماء، ذات الغرة البيضاء, جاز أن يشبه ذلك بظلمة الليل ينشق عن وجه الصباح, كقول الشاعر:

وجهه صبح ولكن ... سائر الجسم ظلام

فالشاعر في كلا الحالين إنما يرمي إلى ما في الطرفين من مجرد ظهور بياض في سواد أكثر منه، من غير قصد إلى قوة أو ضعف. غير أن الأفضل "كما قلنا" هو التعبير بصيغة التشابه؛ لأنها أدل على المراد وأصرح في معنى التساوي بين الطرفين.


١ طرة كل شيء: طرفه, يريد آخر الليل، والأشقر من الخيل: الأحمر المشوب بسواد.

<<  <  ج: ص:  >  >>