قال القاضي: وكذلك كان يفعل فاتح صقلية أسد بن الفرات بابنته أسماء التي نالت من العلم درجة كبيرة. وروى الخشني أن مؤدبًا كان بقصر الأمير محمد بن الأغلب، وكان يعلم الأطفال بالنهار، والبنات بالليل.
وقد كانوا لا يجهزون العروس إلا ومعها بعض الكتب الشرعية النافعة،
وذكر الإمام الذهبي أن البكر كان في جهازها عند زفافها نسخة من كتاب «مختصر المزني»(١).
وبعد ومضة سريعة من هدي سلفنا الصالح، تقف متعجبًا من تغير أهل الزمان، والبعد عن مشكاة النبوة وهدي السلف الصالح، فترى طالب العلم قد حوى صدره أسفارًا من الكتب النافعة، بل وضرب بسهمه في التدريس والتأليف، وبيته قفر، وأهل بيته يجهلون كثيرًا من مهمات الدين، وأصول الشريعة، فأين مقتفي الأثر؟ أم أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم؟ نسأل الله السلامة والعافية.