للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وجعلت ابنة العاص بن منبه تنادي: «قبّح الله وجه رجل يفر عن خليلته!» وجعلت النساء يقلن لبعولتهن: «لستم لنا ببعول إن لم تمنعوا عنا الأعلاج».

ونظرت هند بنت عتبة إلى أبي سفيان -رضي الله عنهما- وهو منهزم، فضربت وجه حصانه بعمودها، وقالت: إلى أين يا بن صخر؟ ارجع إلى القتال، وابذل مُهْجتك حتى يمحص الله عنك ما سلف من تحريضك على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (١).

وسأجعلك تتأمّلْ فيما سبق ما بذلته المرأة في الجهاد من تثبيت فحول المسلمين وأبطالهم للمضي قدمًا نحو عدوهم، وللإثخان في أرضهم، ولإذهاب غيظ قلوب المؤمنين. والذي أرسل محمدًا بالحق لا تعيش أمة في ذلٍ كان نساؤها كذلك!!!

٨ - سُعدى تدعو زوجها للنفقة:

ما أجمل أن يحوز المسلم لبيته خير متاع الدنيا، فإذا رآها سرته، وإذا أمرها أطاعته، وإذا غاب عنها حفظته، وهي في ذلك كله تعينه على الطاعة، وتدله على أبواب الخير.

أخرج الإمام أحمد في الزهد (٢)، وابن سعد في طبقاته (٣)، والفسوي في المعرفة والتاريخ (٤)، والطبراني في الكبير (٥)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٦) كلهم من طرق عن طلحة بن يحيى، قال: حدثتني جدتي سعدى بنت عوف المرية، قالت: أصبح


(١) انظر: الفتوح (١/ ٢٠٢ - ٢٠٣).
(٢)
(٣) (٣/ ٢٢٠).
(٤) (١/ ٢٤٤).
(٥) (١/ ١١٢) ١٩٥.
(٦) (٢٥/ ١٠١).

<<  <   >  >>